الأحد، 26 فبراير 2017

من فشل بدراسته لبس صايته، ومن كمل دراسته غرد بصفحته



أحمد بن عبدالله العبدالنبي - الهفوف - 

يقال في الأمثال: "صاية وصرماية" ويراد به "جاه ومال"، على أساس "صاية" جاه، و "صرماية" باللغة الفارسية مال. واللطيف بكلمة "صاية" أنها قريبة الصلة لفظياً ومنسجمة مع "وصاية"، فمرتديها بحكم موقعه ومكانته، له نفوذ، وكلمتة مسموعة، بصفته عالم دين. و"الصاية" قميص طويل بطول الرجل،كما هو معلوم، بألوان وقورة تليق بالعلماء، وهي حل ذكي عملي لتغطية لباس السُّنة: (السروال، والقميص) الذي يصل إلى نصف الساق. 

وفي هذا السياق روى أحمد، وأصحاب السنن، أن سويد بن قيس قال: "جلبت أنا ومخرمة العبدي بزًّا[ثياب] من هجر[الأحساء]، فأتانا النبيﷺ فاشترى منا رجل سراويل ووزان يزن بالأجر، فقال للوزان: زن وأرجح". والغريب في الأمر أن هذا اللباس النبوي نسيناه، وتمسك به الباكستانيون، والأفغان، وبلاد المغرب العربي، إلى وقت قريب، لهذا نشاهد لباس الممثل "أنطوني كوين" الذي جسد شخصية عمر المختار، في الفلم الذي يحمل أسمه، هو عيناً لباس السنة! 

والآن أضحت "الصاية" شعاراً مقترناً بالعلماء، ومدخلاً للأطروحات المتعلقة بهم، منها مقال جميل للأستاذ علي البحراني -بوإسراء- "صاية، ووصاية". ومن يرتدي "الصاية" يُقدره من يعرفه ومن لا يعرفه، بصفته ضمن نطاق العلماء. وهذا أمر جميل ومحمود، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا﴾. لهذا تجد العلماء مكانتهم بالقلوب متجددة ﴿سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا﴾. لكن السؤال الذي يفرض نفسه، هل كل من يلبس الصاية حقيق بها؟

للإجابة، وكوجهة نظر يوجد تشابه كبير بين دراسة "العلوم الدينية"، ودراسة "التربية الفنية"، نستطيع أن نطلق عليهما "السهل الممتنع"، فالتربية الفنية يفترض أن يَدرسها ويُدرسها من عنده موهبة الفن بوجاهة الإستعداد، والمقدرة، والإبداع. لكن الواقع يصدمك فقد يلتحق بهذا التخصص بعضهم من لا قدرة لديه ولا ملكة، حتى أضحت "مهنة من لا مهنة له" كونها الأسهل، ولا رسوب فيها، ومحببة للطلاب، فالناس بسجيتها تحب الفن والجَمال.

وكذلك (بعض) الناس يلتحق بدراسة العلوم الدينية، لا ذكاء، ولا وعياً إجتماعياً، ولا منطقاً، ولا أخلاق. وإنما لأن العلوم الدينية وطلابها مقبولين ومحبوبين، فالنَّاس جبلتها التعلق بالدين ومن ينتسب له. لكن من سخريات القدر تجد طالباً في المقاعد الدراسية بليداً فاشلاً، لم يستطع إكمال دراسته بالمدارس النظامية لصغر وعائه، وآخر الأمر يجد ضالته بالانخراط ضمن طلبة العلوم الدينية من هنا: "من فشل بدراسته لبس صايته". 

وهؤلاء لو أقتصر دورهم على الصلاة والإئتمام بهم بالمساجد، أو القراءة الحسينية، من خلال السرد التاريخي، والنعي لمصاب الأئمة -عليهم السلام- وهو دور عظيم ومشكور، لكان الأمر اعتيادياً. لكن تكمن المشكلة في أنهم يتصدرون القيادة في المشهد الديني، والثقافي، والإجتماعي، ويستمرون بتغذية المجتمع بـ "الرضعة الأولى" والتي بسببها تتشكل سلوكيات الفرد مع أفراد المجتمع وعلاقاته. 

ولأن واقعنا شرائح، وكل شريحة تتبع هذا أو ذاك، من حيث التقليد، عليه نتج من "أصحاب الصايات" مجتمعات مستنسخة بسيطة، يحملون ثقافات ﴿مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ﴾ هي سبب رئيس للاحترابات، وقطيعة الأرحام، والتشرذم، وفقدان رابطة الأخوة الإيمانية، وسوء الخلق، ومحاولات التسقيط لأصحاب الرؤى، والأطروحات، العدو اللدود لهؤلاء "الفاشلين المفلسين". وللتعرف على هؤلاء أكثر، ومعرفة الأثر السلبي على المجتمع، سنستعرض مرتكزات هامة ذات أفق إستراتيجي، وأخلاقيات، وملكات يتجلى وينكشف فيها العلماء النجباء، ومرتدي الصايات عبر المحاور التالية:
                                            
1- الأخلاق: عند النهل من سيرة نبينا الأكرمﷺ، نجد قصصاً كثيرةً عن خلقه الجم، دخل بسببها الإسلام خلق كثير، لذا أستحق التتويج الإلهي: ﴿إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾. هذا الخلق المحمدي لم يكن مع المُسلمين فقط، وإنما شمل اليهود، والمسيح، والكفار، وكل من يتعامل معه، من المؤتلف والمختلف. 

بينما نرى (بعض) العلماء من يكرروا رواية الإمام الصادق-عليه السلام-: "إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ". نراهم مع الأسف لم يرثوا أخلاق الأنبياء سيما أنهم يطرحون أنفسهم "أمناء الله، وورثة الأنبياء"، فتجد وجوههم عابسة جهمة، ينصبون العداوة لمن يختلف معهم في الرأي لدرجة يقومون بسلوكيات لا تليق بالعلماء. فتراه يهرب من صف الرجال من مجلسه حتى لا يصافحه من يختلف معه، وأصحاب هذه الأخلاق السمجة الدميمة المزرية مع الأسف من يتصدرون مسؤولية نشر القيم والأخلاق! وأخلاق هؤلاء وأمثالهم المعنين "من فشل بدراسته لبس صايته"

2- الإقرار بدور المؤمنين: العلماء الكبار دائماً في خطاباتهم، وأدبياتهم يذكرون المؤمنين بصفتهم الداعمين للمشاريع الخيرية، ويشجعونهم، فتجد قولهم: "هذه الأعمال والمشاريع، بفضل من الله وبفضلكم"، وهذه أخلاق قرآنية ﴿وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾. الآية جعلت صفة الرزق المقترنة بالله تعالى؛ للمؤمنين، إقراراً وتشجيعاً لهم ﴿وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا﴾. وحقيقةً علماؤنا الأعلام، يحترمون ويقدرون المؤمنين، ولا يرفعوا أصواتهم باستعلاء، ولا يميزوا بين طبقات المجتمع في التعامل لا مالياً ولا أسرياً.

لكن "الفاشلين" تلحظ في خطابهم الديني تغيب متعمد للمؤمنين، وتعاملهم "بخشونة" مع المأتلف، وعداوة مفرطة مع المختلف. والأدهى التعاطي مع المشاريع من الحقوق والتبرعات بصفتها ملكية خاصّة، وانجازات شخصية، وكل العطاءات، والتبرعات تقدم باسمه، وهو المهيمن الآمر الناهي. وهذا الخلق يأتيك فقط من بعض "من فشل بدراسته لبس صايته".

3- المال مال الله: يقول عز من قائل: ﴿أَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينْ﴾. المال مددٌ من الله تعالى، يصرف لمصلحة العباد، ولا يحق لأحد التصرف فيه بصفة شخصية، فيما يتعلق بالحقوق الشرعية. وقصة أمير المؤمنين -عليه السلام- في هذا السياق واضحة كما في كتاب (المناقب المرتضوية، ص 365) عندما: "... ورد عليه طلحة والزبير، فأطفأ -عليه السلام- السراج الذي بين يديه، وأمر بإحضار سراج آخر من بيته، فسألاه عن ذلك فقال -عليه السلام-: كان زيته من بيت المال لا ينبغي أن نصاحبكم في ضوئه".

لكن الذي لم يكمل دراسته، لا يدرك هذه القيم، والأخلاق، فتراه يتصرف بأموال الله بصفة شخصية- كما أسلفنا-، وكل المنجزات من هذا الأموال يتحصل عليها المستفيدون بحكم قربهم أو بعدهم منه، فمن كان قريباً من القلب تفتحت له أبواب القنوات الفضائية، والمؤتمرات، والحسينيات، ومن صُنّف بعيداً مختلفاً، غُلقت أمامه الأبواب، كل ذلك بتوجيه، وتجليل، ومباركة "من فشل بدراسته لبس صايته".

4- الأخوة الإيمانية: الله تعالى يأمرنا بالوٓحدة ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾. هذه الوحدة ضمانة لتماسك المجتمع وقوته بجميع أطيافه وشرائحه. وجعل أساس الرابطة الإيمان ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾. وفي الحديث المتواتر أن نبيناﷺ خاطب الكعبة المشرفة: "مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ، مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا".

لكن واقع الحال (بعضهم) يجعل المحور الذي تدور حوله الدوائر (المجتهد) -مع كامل احترامنا لجميع المجتهدين-. وإعلانه الميزان والمقياس الحقيقي لأخوة الإيمان. وبالتالي تجييش الناس وتوجيه عواطفهم نحو من يرونه لا يتوافق مع هذه الجزيئيّة. وبدلاً من نشر ثقافة الأخوة تراهم يتناولون المؤمنين في خطب الجمعة، وفي مقالاتهم الذميمة، ومواقعهم الألكترونية، وأحاديثهم الملفقة بالبهتان، وإفتراءاتهم، وكذبهم بحكم وقوة الصاية والوصاية. هذه الثقافة الدخيلة التي تجعل رابطة (المجتهد) أهم وأولى من الوحدانية والنبوة والإمامة يعمقها "من فشل بدراسته لبس صايته".

5- الإحسان والتعارف: الله سبحانه يأمرنا بالإحسان: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾، والإحسان هنا للناس عامة، ولا يقتصر على المسلمين. والإحسان من مقومات التعارف بين المجتمعات: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾. هنا أيضاً الخطاب الإلهي للناس كافة، كما في آيات كثيرة حينما يتعلق الأمر بالأخلاقيات، والسلوكيات. فالانفتاح والإستيعاب الإنساني منهج سماوي: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾. الآية صريحة ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّه﴾ فالدين للبشرية، وعندما قويت شوكة المسلمين خاطب نبيناﷺ ملوك وحكام العالم في المشرق والمغرب، لأن الحق أحق أن يتبع.

لكن بعضهم نظرته ضيقه، ولا يستطيع استيعاب من يختلف معه في الرأي، لضعفه وخوف سحب البساط من تحته، فتراه مغلقاً وعلاقاته، وخطاباته الرنانة المصيرية مأطرة بعنوان (التقليد)، وتصنيف الناس هل هذا من جماعتنا أم لا؟! حتى وصل الأمر أن يحدد ويفرض على أئمة المساجد إعلان أسماء العلماء المحسوبين على هذه المرجعية. وهذا أمر خطير، يدعو للتمزق وتعميق السخامات بين المؤمنين. وحسب علمي لأول مرة يحدث في تاريخ خطب الجمعة تصنيف العلماء حسب مرجعيتهم ويعلن للملأ. بل ويلزم غيره من أئمة المساجد المحترمين بذلك. وقيادة المجتمع بهذه الكيفية لا يأججها إلا "من فشل بدراسته لبس صايته"

6- الفكر البناء: يقول نبيناﷺ: "لا يَسْتَقِيمُ إِيمانُ عَبد حَتّىْ يَسْتَقِيمَ قَلْبُهَ، ولا يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ حَتّى يَستَقِيمَ لِسانْهُ". اللسان هو مرآة الإنسان. واللسان الجميل ضرورة حتمية، لكل من يكن بموقع قيادي إجتماعي ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ﴾. فالخطاب الديني مؤثر ومنه تتكون التراكمات الثقافية، والأخلاقيات والسلوكيات. وفي هذا المضمار يقول أميرالمؤمنين -عليه السلام-: "إِنّ فِي الإِنسانِ عَشَرَ خِصَال يُظْهِرُها لِسانُهُ، شاهِدٌ يُخْبِرُ عَنِ الضَّميرِ، وَحاكِمٌ يَفْصِلْ بَينَ الخِطابِ، وَناطِقٌ يَرُدُّ بِهِ الجَوابَ، وَشافِعٌ يُدْرِكُ بِهِ الحاجَةَ، وَواصِفٌ يَعْرِفُ بِهِ الأشياءَ، وَأَمِيرٌ يأمُرُ بِالحَسَنِ، وَوَاعِظٌ يَنهى عَنِ القَبِيحِ، وَمُعَزٍّ تَسْكُنُ بِهِ الأحزانُ، وَحاضِرٌ [حامِدٌ] تُجْلى بِهِ الضَّغائِنُ، وَمُونِقٌ تَلَذُّ بِهِ الأَسماعُ" الكافي ج8، ص20.

بينما (بعضهم) في خطابه الديني يحذر المصلين من تسجيل خطبته، لعلمه أنها لا تصلح للنشر، وآخر يأتي بخطبة بعدها يطلب من المصلين مراجعته، للتعريف بالمعنيين في خطابه. وهذا السلك في الخطاب لا يبني مجتمعاً ناضجاً متسامحاً، وإنما يخلق أجواء متوترة بين المؤمنين، وهذه الأدوار والخطابات يأتيك بها "من فشل بدراسته لبس صايته".

ومن جهة ثانية ما نراه لدى (بعضهم) ممن يصول ويجول في شبكات التواصل الإجتماعي، عارضاً نفسه وصياً ومرشداً للناس بصفته عالماً جهبذًا، فتراه لا يطرح القيم والرؤى الفكرية، وإنما الترويع والتسقيط مع من يختلف معهم مذهبياً، فهذا وأمثاله المعنين: "من كمل دراسته غرد بصفحته". فتجد شغله الشاغل التكفير، والتفسيق، والتقسيط، كل ذلك يعمله بوجاهة حصوله على (د.). 

وهذا فهم خاطىء لبناء المجتمع. فمن يتحصل على شهادة علمية غايتة خدمة الإنسانية، وتثقيف الناس وتنمية مستواهم التربوي، والعلمي والخُلقي، وزرع المحبة والألفة، والفضيلة بالتمسك بما يجمع، لا ما يفرق! وكل من يسيء للمواطنين من باب التمايز المذهبي، والقبلي، والمناطقي، وغيره فهو يعارض النظام الأساسي للحكم، حيث تنص المادة الثانية عشر: "تعزيز الوحدة الوطنية واجب، وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والإنقسام".

الفكرة:
حينما يفتقد الإنسان العقل الواعي، والحصافة، فإنه لا يستطيع أن يقود مجتمعاً بموقعيته ومركزه من خلال صايته، أو شهادته. لأنه يفتقر للإدراك والوعي. وسيتحرك وفق عواطفه، ونوازعه النفسية، بما تمليه من غضب، وكراهية، وانتقام، وتحريض، وتهميش، هذه الإنفعالات لا تفيد المجتمع في شيء، وإنما تحوله إلى جزيئيات متباغضة، متناحرة، متصادمة.

والمجتمع بحاجة إلى قيادة حقيقية، ذكية، ناجحة، من أصحاب الصايات، والشهادات،، تتلمس جراحاته لتطبيبها، وتضميدها، وليس نكء الجروح، واجترار الماضي بمآسيه وآلامه، وربطه بطريقه هزيله فجة، من خلال مقالات مجهولة الكاتب. يشتم منها تحريض شنيع بواح، ينم عن عقلية ضحلة، ونفسية حاقدة. 
ولا يشفع لكاتبها عنونتها بمصطلحات جذابة معروفة مسبقاً "التاريخ يعيد نفسه". وتذيلها باسم مستعار كعادة الجبناء. 
فأمثال هؤلاء وأصحاب الشهادات (د.)، لا قدرة لديهم لقيادة المجتمع. وهم خطر يهددنا، والناس بطبعها تحب الإستقرار، والتآلف، والتواد، والإطمئنان، نسأل الله تعالى الهداية لنا ولهم، وأن يسدد خطاهم، ويبعدهم عن المزايدة بالمجتهدين، وعدم إثارة الفتن، والاقتتال بين المؤمنين بسلاح (التقليد) لأن الرابطة الحقيقية ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، ونهاية المطاف الحل لهذه المعضلات يكمن بالتصدي لهذه الثقافة الضحلة بقول (لا) لمثيرها ومؤججها، وهو محور المقال القادم بعنوان (لا.. الناهية، شافية ناجية).
1438-5-24هـ.