الاثنين، 7 نوفمبر 2016

ذكريات مستيقظة



علي عيسى الوباري


عندما تعبر الطريق على قلم و تستظل بصفحة بيضاء لا سطور بها إلا خربشات تدل على الزمن الغير مفهوم و المكان المفقود ، لا ترى مساحة الأمل إلا في خيالك أو في حلم بنوم متقطع بتعرجات الوجع ، انتظر الرحمة من السماء عندما يستيقظ الصباح و على كف يده اليمنى  زهور الياسمين و اليسرى تحمل زهور الليمون .

موقف ينتظرني في محطة الاحزان و تفاؤل في رحم المساء انتظر ميلاده مع اشراق الشمس ، الظلام الطويل  المتدلي في غصن المساء دائما يترصدني على قارعة الطريق ، أرى في الماضي لذة و في الحاضر استراحة من ملاحقة الذكريات ، طريق المستقبل يسبقني نحو نافذة الوقت الذي اشعر به فقط عندما يكون ماضيا .

يحلو النوم في ليل يعقبه استيقاظا لعمل او موعد ، تمل من الزمن الذي ينتهي بلوحة رمادية او لا نهاية له في العمر ، اوراق الخريف الصفراء تتطاير من حولك تحجب عنك اشعة الشمس حتى انك تكاد تفقد ظلك الطويل المشبع بنتؤات الزمن المتلون.

ارجع إلى دروب السنيين المتعددة ارى مرآة الذكريات الجميلة لكن الخدوش تظهر على مرتفعات و منخفضات الحياة ، البس وشاح الغرور و احدق بعيني من ثقوب الأيام ، اعود إلى وسادتي التي نسيتها كانت ناعمة رغم انها منسوجة من قماش قديم ، كنت اسمع صوت الغصن وهو يحتك بالحائط لكن لا افهم ما اسمعه .

وجدت نفسي اقرب إلى الفهم عندما أكون صامتا ، اخلع عني رداء الكلام لأتزين بالصبر ، هذا أنا أرجوحة بين تذبذب الليل والنهار .

ارتل اورادي في محراب السحر ابتهل إلى الله و عيناي تنظران إلى السماء ، أن يأتي بالصبح سريعا، أشتم فيه رائحة الريحان و استمع لعزف العصافير و بخار القهوة ينعشني في بداية درب النهار ، اقلب الفنجان لتأمل القهوة البنية و حافة الفنجان الأبيض .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق