عادل البشراوي
من مطالعاتي وجدت بأن الجدل الكبير والحرب الضروس بشأن تسمية الخليج هل هي الخليج العربي أم الفارسي ماهو إلا زوبعة بفنجان..
يتم الآن التركيز على إحياء هذا الجدل إثر قيام مايسمى بالـ "الربيع العربي" كمورد آخر يستدر به الكره والضغينة بين القوميات والطوائف.
فهذا الجرم الجغرافي المهم قامت على ضفتيه الغربية والشرقية المئات من التجمعات البشرية والحضارات والممالك منذ أن تكون قبل حوالي الثمانية آلاف سنة, وفي كل مرحلة زمنية وفترة حكم لمملكة أو قيام حضارة يستحدث اسم جديد لهذا الخليج. هكذا بحسب قوة هذا الكيان البشري وقدرته على تكريس وجوده وفرض بصمته.
أرى أن هذه الجعجعة هي ضرب من العبث وأجزم بأننا لن نرى طحينها في آخر المسار.
عندما أقرأ المسوغات التي تطرح من هنا وهناك حول أقدمية التسمية العربية أو الفارسية أتعجب!! وكأنه قد حلت جميع مشاكل دولنا الحدودية على الأرض لنبدأ الجدل في المسميات.
ولابأس في أن نتسائل هنا بأنه إن كان من حجية للأقدمية فأغلب الظن بأن كلتا التسميتين خاطئة, فقبل العرب والفرس كان هناك ممالك ومستعمرات كثيرة عاشت على ضفاف هذا الخليج المكلوم وكانت لهم تسمياتهم المختلفة.
وعلى سبيل المثال, ماذا لوتم لنا العثور على مخطوط ما قبل أربعة آلاف سنة يتضمن تسمية مغايرة للخليج فهل يجب علينا الآن اعتمادها, وهل سوف نراجع اعتمادنا لها لو ظهر مخطوط آخر قبل ستة آلاف سنة يتحدث عن مسمى مختلف؟.
حقيقة لاتهمني التسمية سواء كانت الخليج العربي أم الفارسي أم خليج البصرة أم حتى خليج القطيف كما هو مذكور في بعض الخرائط القديمة, المهم هو أن نسلم بأن لهذا الخليج اسم له توثيق عالمي متعارف عليه وتتداوله جميع الهيئات العالمية, ألا وهو الخليج الفارسي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق