الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

كتب على قارعة الطريق

رياض الشيخ باقر


جئت الى مدينة بورتلاند بولاية أوريجن الأمريكية لتسجيل أبنتي في جامعة الولاية بالمدينة ، و انشغالي كان منصبا على سكن و راحة أبنتي و أندماجها في المجتمع الجامعي الجديد ، وقد كان توفر السيارة عندي ، أتاح لي فرص كثيرة للإطلاع  على المدينة و جمال منتجعاتها و أنهارها ، وهي بحق مدينة جميلة و نظيفة و منظمة جدا ، ومن ذلك اطلاعي على سكن العوائل من أهالي المدينة داخل الأحياء بمختلف طبقاتها و مستوياتها .

ان السكن الذي سكنا فيه ، مطل على الحرم الجامعي الذي يقع جنوب غرب مركز المدينة ، وكان في الأسفل ( الدور الأرضي ) عند الجلسات الخارجية في الزاوية المقابلة للمكتبة و لمركز اتحاد الطلبة للجامعة " كشك " شبه دائم لتوزيع الكتب القديمة بسعر مخفض جدا جدا ، أو للإستعارة المجانية لكامل مدة الفصل الدراسي " التيرم "
وهذه الفعالية يقوم بها اتحاد الطلبة بدعم كامل من إدارة الجامعة ، وهذه الفعالية طبيعية جدا في حرم جامعي مكتظ بالطلبة ، فعدد طلاب جامعة الولاية ببورتلاند يناهزون الثلاثين الف طالب ، و تعدد " المظلات " في البهو الخارجي للحرم ، التي تدار فيها الكتب الجامعية المستعملة أمر طبيعي جدا
لكن ما فاجأني عند تجوالي داخل الأحياء السكنية التي يقطنها العوائل ، هو وجود أكواخ صغيرة منصوبة في الأماكن العامة للأحياء الصغيرة  تحتوي على الكتب المقروءة ، و يرغب أصحابها لإعارتها الى الآخرين سواء بالإستعارة ومن ثم ترجيعها أو بأخذها مقابل وضع كتاب بديل عنها ، وقد كنت أظن أن " أكواخ الكتب " بمدينة بورتلاند لا تعد ظاهرة ، و غفلت عنها ، الى أن رأيت هذه الأكواخ منتشرة في ارجاء متعددة في الأحياء السكنية ، وهي ظاهرة للعيان فاحببت يوما أن ألقي نظرة على احد تلك الأكواخ ، و سعيد أنا أني فعلت ذلك ، حيث ألقيت نظرة على ثلاثة أكواخ ( أنظر الصور المرفقة ) في احياء سكنية متفرقة ، و كانت أكثر مواضيع الكتب هي على النحو المتسلسل التالي :
- روايات
- كتب اقتصاد
- كتب اعمال يدوية و حرف
- كتب عن تزيين الحدائق
- كتب عن الديكور الداخلي للمنازل
- كتب دينية
- كتب التسويق و المال

لقد رأيت في هذا الموضع  من أهمية في نشر العادات الجملية و الحسنة ، ولما لدلالاتها في تقدير العلم و احترامه من خلال احترام الكتاب عبر تدويره لأكثر من قاريء ، و فكرة أكواخ الكتب على قارعة الطريق تصب في ذلك ،فهي تَخَلَّق مجتمعا قارءا يسعى وراء المعرفة و يحبها و يحب الآخرين أن ينالوها عبر تسهيل و تيسر ذلك لهم وقد تكون انعدام الكلفة عبر استعارة الكتاب أو أهدائه هو الطريقة المثلى لنشر المعرفة.

كما أني أخذت كتبا من هذه الثلاثة  الأكواخ و لقطت صورة لكل كتاب ، ولكني سأرجع كتب الروايات فورا و سأحتفظ بالآخرين الى أن أتم قرائتها و يبدو أني سأحتفظ بواحد منها ، وعلي أن أجد البديل و استودعه في كوخ الكتب.














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق