الأحد، 25 ديسمبر 2016

المسيح كلمة محبة وسلام



حسين علي المصطفى


حينما قال السيد المسيح كلمته البليغة، وحكمته الأبدية، في قاموس كرامة الإنسان: "ليسَ بِالخُبزِ وَحدَه يَحيْا الإِنْسان بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ الله".. جاءت لترسخ منهجاً قائماً بالعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين البشر عموماً، وبين أبناء الوطن الواحد بوجه خاص؛ لأنَّ العدالة هي الأهم لحياته وبقائه.

وهنا يتجلى استحضار قول جبران خليل جبران:
"ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين، ويل لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر، ويل لأمة تحسب المستبد بطلاً، وترى الفاتح المذل رحيماً، ويل لأمة لا ترفع صوتها إلا إذا مشت بجنازة، ولا تفخر إلا بالخراب ولا تثور إلا وعنقها بين السيف والنطع. ويلٌ لأمة سائسها ثعلب، وفيلسوفها مشعوذ، وفنها فن الترقيع والتقليد".
ولكننا في كلِّ يأس يمر بنا، تفتح لنا بارقة أمل جديدة، فلا نردد ما قاله الشاعر القروي رشيد سليم الخوري حينما قال: "سلام على كفر يوحد بيننا".
بل إننا نعلنها في ميلاد سيدنا المسيح: "سلام على حب يوحد بيننا".
إذن، نحن ننشدُّ إلى المحبة كطريق..
وننشدُّ إلى المحبة كهدف..
وثمرة المحبة أنها لا تأتي بالسعادة دائماً. بل في عمقها تتلاحق الابتلاءات، وبمقدار هذه الابتلاءات تتجذر المحبة في علاقة وحدانية، وجداناً وعقلاً وقانوناً.
إنَّ المحبة كنز يفتش عنه كل البشر في هذا الوجود، بل به سينقشع الكنز، وسيتراءى لكل واحد منا تلك الكينونة بأفرعها المتعددة، والمترتبة على طبيعة التصورات أو المفاهيم والقوانين العلمية..
فعلينا أن ننظر دوماً إلى الجانب المشرق والمضيء في شخصيتنا وشخصية الآخر، وأن نكتشف العناصر الإيجابية في شخصيتنا وشخصيات الآخرين، بدل أن نفتش على المعايب، ونحدِّق في السلبيات ونعمل على تضخيمها.
وهذا ما أكدَّه السيد المسيح، عندما مرَّ مع الحواريين على جيفة كلب فقال الحواريون: ما أنتن ريح هذا الكلب!
فقال المسيح: "ما أشدّ بياض أسنانه".
يريدنا دين الحب أن نحمل الآخر على المراد بالأحسن، وهو بذلك لا يريدنا أن نبني شخصيتنا بناءً ساذجاً، تفقد معها فطنتك وكياستك، بل يهدف إلى إزالة عوامل التوتر الداخلي، وخلق مناخات الثقة بين البشر؛ لأنَّ سوء الظن إذا ما فتك بأي مجتمع؛ فإنه يفكك عرى الأخوة، ويضعف المناعة الداخلية بما يهدد بانهيار المجتمع برمته.
وقالها الإمام علي في حكمة بليغة: "احْصُدِ الشَّرَّ مِنْ صَدْرِ غَيْرِكَ بِقَلْعِهِ مِنْ صَدْرِكَ"..
فكما مسَّ المسيح بيديه المرض ليشفي الأبرص والأكمه، ويعيد الموتى إلى الحياة.. كذلك فعل الشيء نفسه حينما سار مع الناس يتفاعل معهم، وينشر رسالة محبة الله وسلامه بينهم؛ ليبعث من خلال ذلك الحياة في إنسان جديد ومجتمع جديد.
هذا هو المسيح بكل تجلياته ومحبته:
إنه رسول الله وكلمته..
إنه آية للناس في كل وجوده..
إنه العطاء المتجدد روحاً وأخلاقاً وتوحيداً..
إنه الدال على كل معاني المحبة والرحمة والعدالة..

فقه أدب التعايش 1


العلامة الشيخ حسين المصطفى 
مفهوم التعايش: 
الإسلام دينٌ عالميٌ يسعى برسالته إلى البشرية كلها، تلك الرسالة التي تأمر بالعدل وتنهى عن الظلم وتُرسي دعائم السلام والمحبة في الأرض، وتدعو الى التعايش الإيجابي بين البشر جميعاً في جو من الإخاء والتسامح بين كلّ الناس بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم. فالجميع ينحدرون من (نفس واحدة): {يا أيُّها النّاسُ اتّقُواْ ربّكُمُ الّذِي خلقكُم مِّن نّفْسٍ واحِدةٍ} النساء:1. 
وعالمنا اليوم في أشد الحاجة إلى التسامح الفعّال والتعايش الإيجابي بين الناس أكثر من أي وقت مضى؛ نظراً لأنّ التقارب بين الثقافات، والتفاعل بين الحضارات يزداد يوماً بعد يوم بفضل ثورة المعلومات والاتصالات والثورة التكنولوجية، التي أزالت الحواجز الزمانية والمكانية بين الأمم والشعوب، حتى أصبح الجميع يعيشون في قرية كونية كبيرة. 
والإسلام دين يسعى من خلال شريعته وتعاليمه إلى تربية المؤمنين به على التسامح إزاء كلّ الأديان والثقافات. فقد خلق الله الناس جميعاً ليكونوا خلفاء في الأرض التي نعيش فوقها، وجعلهم شركاء في المسؤولية عنها، ومسؤولين عن عمارتها مادياً ومعنوياً: {هُو أنشأكُم مِّن الأرْضِ واسْتعْمركُمْ فِيها} هود:62. أي طلب منكم عمارتها وصنع الحضارة فيها. ومن أجل ذلك ميّز الله الإنسان بالعقل وسلّحه بالعلم ليكون قادراً على أداء مهمته وتحمل مسؤولياته في هذه الحياة. 
ويوجّه القرآن الكريم خطابه الى العقل الإنساني الذي يعد أجلّ نعمة أُنعم بها على الإنسان، فعليه أن يستخدم عقله الاستخدام الأمثل، وفي الوقت نفسه يطلب القرآن من الإنسان أن يمارس حريته التي منحها الله له والتي هي شرط ضروري لتحمل المسؤولية. فالله سبحانه لا يرضى لعباده الطاعة الآلية التي تجعل الإنسان عاجزاً عن العمل الحر المسؤول. ذلك أن (القوة) لا تؤثر في عالم القلب والوجدان، والمشاعر والأحاسيس، وإنما ينحصر تأثيرها في الأعمال الظاهرة والحركات البدنية المادية، قال تعالى: ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَي ِّ﴾. فعلى الإنسان اذن ان يحرص على حريته وألا يبددها فيما يعود عليه وعلى الآخرين بالضرر. 
ومن شأن الممارسة المسؤولة للحرية ان تجعل المرء على وعي بضرورة اتاحة الفرصة أمام الآخرين لممارسة حريتهم أيضاً، لأن لهم نفس الحق الذي يطلبه الإنسان لنفسه. وهذا يعني أنّ العلاقة الإنسانية بين أفراد البشر هي علاقة موجودات حرة يتنازل كل منهم عن قدرٍ من حريته في سبيل قيام مجتمع إنساني يحقق الخير للجميع. وهذا يعني بعبارة أخرى ان هذا المجتمع الإنساني المنشود لن يتحقق على النحو الصحيح الا اذا ساد التسامح بين أفراده، بمعنى ان يحب كل فرد للآخرين ما يحب لنفسه.
ولقد ضرب الإمام علي (ع) أروع أمثلة التعايش مع المخالف له في المنهج، من خلال موقفه الرسمي كخليفة مع من حاربه: 
١- عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه (ع): "أَنَّ عَلِيّاً (ع) لَمْ يَكُنْ يَنْسُبُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ حَرْبِهِ إِلَى الشِّرْكِ وَلَا إِلَى النِّفَاقِ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: هُمْ إِخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا" ( قرب الإسناد: ص 94 ح 318).
٢- وسُئِلَ علِيٌّ عن أهْلِ الْجمَلِ (وفي رواية عن أهل النهروان)؟ قال: قيلَ: أمُشْرِكُونَ همْ؟ قال: "من الشّرْكِ فرُّوا"، قيلَ: أمُنَافِقُونَ همْ؟ قال: "إنَّ الْمُنافِقِينَ َلاَ يذْكُرُونَ اللهَ إلاَ قلِيلاً"، قيلَ: فَمَا هم؟! قال: "إخْوانُنَا بغَوْا علَيْنَا"(مصنف ابن أبي شيبة: ج 7 ص 535 حديث 37763 و ص 563 حديث 37942؛ سنن البيهقي: ج 8 ص 174 حديث 16499).
٣- عندما أراد (ع) أن يبيِّن موقفه من أهل الشام الذين خرجوا ضده، نراه (ع) لم يصف موقفهم واختلافهم اختلافاً في عقيدة أو دين، بل هو محض اختلاف سياسي في دم الخليفة عثمان بن عفان، فمن كتاب له (ع) كتبه إلى أهل الأمصار يقصُّ فيه ما جرى بينه و بين أهل صفين: "وَكَانَ بَدْءُ أَمْرِنَا أَنَّا الْتَقَيْنَا وَالْقَوْمُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ رَبَّنَا وَاحِدٌ، وَنَبِيَّنَا وَاحِدٌ، وَدَعْوَتَنَا فِي الْإِسْلَامِ وَاحِدَةٌ، وَلَا نَسْتَزِيدُهُمْ فِي الْإِيمَانِ بِاللهِ وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِهِ، وَلَا يَسْتَزِيدُونَنَا، الْأَمْرُ وَاحِدٌ إِلَّا مَا اخْتَلَفْنَا فِيهِ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ وَنَحْنُ مِنْهُ بَرَاءٌ"(نهج البلاغة: كتاب 58).
هذه هي روح الإسلام التي زرعها رسول الله صلى الله عليه وآله في أمته بل نشرها للعالم كله {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } .

مشاعر إنسانية


علي عيسى الوباري
تمر اعياد سنوية نشعر بها لأنها تخص حياتنا و ديننا الذي يحث على ايحائها ، الكثير منا عاش في بيئة تحرم التفاعل مع اعياد الغير مسلمين و شرعنوا هذا المنع في الوقت نفسه يعيش هؤلاء بيننا نستفيد من علمهم و تطورهم و ابداعاتهم في حياتنا رغم انهم يحصلوا على المقابل المادي  مقابله لكن ما نستفيد منه اكثر مما يحصلوا عليه ماديا .
المشكلة ترسخت في اذهان الاغلب بعدم التفاعل و الاهتمام بأعياد الغير حتى لو كانوا ينتموا إلى اديان سماوية ، البعض لا يفرق بين سياسة الدول و ما تقتضيه و ما بين انتماءات الشعوب الدينية .
في الماضي يمكن لا نشعر بمناسبات الامم لكن الان اصبح المرء يعيش كل حدث سواء فرح او ترح ، توسعت مساحة المشاعر الإنسانية من خلال التقنية الرقمية و اصبح التفاعل مع الحدث لحظي تشعر به و تعيش احساسه 
فاللغة الإنسانية سادت في الخطاب العام و ثقافة الشعوب و التعارف بين الناس و الافراد انتشر و تحطمت حواجز اللغات و الحدود و تحولت رسالة الإنسان المقتصرة على دينه و مذهبه إلى رسالة إنسانية ، ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )


الجمعة، 23 ديسمبر 2016

عودة إلى مربع التخوين!

بقلم : د .عبدالهادي الصالح



تعج المنطقة الإقليمية من حولنا بإرهاصات سياسية منذ الحرب الإيرانية ـ العراقية (1980- 1988) أدت إلى احتقان طائفي مزمن غذته قوى الاستكبار الدولي، والفكر التكفيري، مما ألب النفوس إلى مستنقع رذيلة الإقصاء والإعدام بين أبناء الوطن الواحد.
وأثار غريزة الانتقام والأطماع، وكان من ضحاياه وطننا الغالي الكويت، عندما غزاه نظام الطاغية العراقي البائد.
ولكن الله أنعم علينا بنعمة النصر عليه، عندما عادت إلينا وحدتنا الوطنية.
ولكن الاحتقان الإقليمي استمر واتسع بعناوين مختلفة، اختلط فيها الحق والباطل، وتجند فيها الشرفاء مع السفهاء.
وأصبحت له أنظمة ودول تتبناه، وخلقت له عصابات عمياء، عاثت في الأرض فسادا ودمارا، ومارست البشاعة ضد النفس الإنسانية المحترمة ذبحا واغتصابا، لم ترحم صغيرا، ولم توقر كبيرا ولم تحفظ للحرائر خدورهن.
فما زال أهلنا في مصر وليبيا والعراق وسورية واليمن ونيجيريا وبورما.. وغيرها يتكبدون الضحايا في كل يوم.
لا نفرق بينهم في دين أو مذهب أو عرق أو لون أو لغة، فالخطب واحد.
ولولا شرفاء من الأمة الذين نفروا ضد هذا الطاغوت الأسود لكان الظلم أوسع وأعظم، وأقبح!
ولقد ساء كثير من المواطنين، أن ينتقي البعض القليل من مجتمعنا الطيب، مفردة واحدة من تلك المآسي ويقيم عليها حفل شتائم وتهديد ووعيد لمواطنيه، في محاولة بائسة لإعادتنا الى مربع التخوين والتشكيك!
وإننا في الوقت الذي نطالب فيه الجهات الرسمية المعنية بتطبيق القوانين التي من شأنها صيانة الوحدة الوطنية، وتحفظ للدولة هيبتها في الداخل، واحترامها في الخارج بين دول العالم، لنطالب المواطنين بالحفاظ على وحدتهم وتآلفهم وتوادهم، وبالتمسك بالأخلاقية الإسلامية والثوابت الدستورية، لتفويت الفرص على من لا يريد الخير للكويت وأهلها.
ولندع القافلة تسير تحت قيادتها الحكيمة ممثلة بقائد الإنسانية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله تعالى.

ابجدية القمر

علي عيسى الوباري


عندما يغفو الليل

ارتل ابجدية القمر

في غسق المحراب

يجذبني تاج الثريا

إلى هسيس الخيال

يسلبني الكرى نبض المنى

اطرز حلمي بنجوم السحر

فتعلن ثورة الوجد صرخاتها

في الفراغ

تسافر آهاتي مع ضوء الانجذاب

اعلق شذى الذكرى في اكمام المساء

يفتح الفجر ثغره في وجه زهرة السوسن

رغوة عالقة بقاع فنجان الصباح

 تنتظر صبابة المذاق

يوقد الجمر الاشواق بين الشغاف

حواف الزمن

تراقص ما تبقى من  الآمال .


زهرة الصباح


علي عيسى الوباري


هذه صباحاتي متدليه

من عناقيد السماء

انتظر قدوم سفينة النجاة

اشرعة الرياح تعصف

بساحلي الأبيض

وحيد أنا اطل من شرفة

الصمت و الكلام هجرني

على قارب اللجوء

سرق مني ناي العزف

في لحظة عتمتي

اطلق سر الروح في درب

النسيان

للتأمل على سطح القمر

في داخلي تسكن زهرة الياسمين

تنتظر قرع جرس الأشواق .

حصانة ذاتية

علي عيسى الوباري


( وليس خروجهن بأشد من دخول من لا يوثق به عليهن )
الامام علي عليه السلام

هذه المقولة الواسعة المعاني البعيدة في فهمها اول ما يتبادر إلى الذهن المقصود الرجل او ذلك الإنسان الذي لا يأتمن منه في دخوله إلى حرم المرأة هذا المعنى مقبولا في عصر ما قبل الفضائيات و التقنيات الحديثة و عدم اضطرار المرأة إلى العمل ، و نقول اضطرار إلى من يعيش النصوص الدينية التي تشير إلى بقاء المراة في مخدعها افضل  و الركون في زاويا البيت اسلم .

مع ان النص لا يخلو من الإشارة الإنسان الغير مؤتمن رغم صعوبة دخوله بدون رب البيت او اهله ، لكن ممكن نفهم من هذه المقولة الدقيقة و الدالة على معاني ابعد بتطبيقها على التقنيات الحديثة التي تجلب إلى المنزل برغبة و تدخل بدون استئذان ، هذه نتائج الثورة الرقمية التي يستفاد منها اكثر  و هي عنوان و لغة العصر في التغيير و التطوير البشري .

ليس الحل الاستغناء عنها لكن  بالوعي و الحصانة الذاتية و المجتمعية و بالتوظيف الايجابي نتجنب سلبيات كثيرة ، و مهما حاولنا لن نستطيع التخلي عنها في الثقافة المجتمعية الحديثة .


الخميس، 22 ديسمبر 2016

التطوع قيمة إنسانية بالامم المتحدة

علي عيسى الوباري

كل الاديان السماوية و الانظمة الوضعية تقر التعاون والتضامن والتكافل والعمل الخيري أو ما يعرف بالتطوع او بالعمل اللاربحي وتعتبر قيمة التطوع متأصلة في الإنسان يشعر بها بالراحة النفسية عندما يقدم خدمة  فهي احساس بحاجته إلى الآخرين مما يدفعه أن يقدم الخدمات الخيرية للناس ويمد ايدي المصالح المعنوية والمادية لبني البشر .
هذه المعاني السامية للتطوع دفعت بمؤسسات عالمية تنتمي إلى منظومة المجتمع المدني و الإنساني مثل منظمة الامم المتحدة أن تجسد هذه المفاهيم في الوكالات التابعة لها بل أسست لجان تهتم بمفهوم التطوع و جعله عالميا يخدم الدول على المستوى الوطني و خارجيا في الأزمات العالمية .
من خلال منظمة الامم المتحدة التي رسخت مفهوم التطوع كحالة إنسانية واعترافا منها بأنه عنصرا ضرويا في النشاطات الانمائية انشأت  برنامج متطوعي الامم المتحدة عام ١٩٧٠  تحت إدارة برنامج الامم المتحدة الانمائي UNDP ، يهدف هذا البرنامج إلى دعم وتطوير الموارد البشرية المستدامة والتنمية الشاملة بكل الدول  بواسطة تحفيز المتطوعين ، يقوم برنامج الامم المتحدة للتطوع على تحشيد المتطوعين وابراز مواهبهم ومنذ بداية التسعينات من القرن الحالي قامت الامم المتحدة بفرقها التطوعية ببرامج ونشاطات عديدة ومتنوعة تهدف المناطق المنكوبة التي تحتاج إلى مساعدات مادية ومعنوية من خلال جهات متعاونة وكالات محلية ووطنية، ١٣٠ مكتب محلي يتبع الامم المتحدة تهتم بالانماء الوطني لكل دولة .
تشير الاحصائيات الرسمية انه ينضم ٨٠٠٠ منطوع سنويا إلى وكالات الامم المتحدة مما يساهم في الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة ، انه شعار التماسك و التكافل والتضامن الوطني والاندماج والمشاركة العالمية في عمليات التطوع بلا حدود .
منذ ١٩٩٨ تم تجنيد ٢٠ مليون متطوعا من المواطنيين المحليين في بلدانهم من أجل على القضاء على شلل الاطفال واثمر عن تحصين ٢.٥ مليار طفلا .
العمل التطوعي في رحاب المؤسسات العالمية الخيرية والإنسانية ينطلق نحو قيم اوسع في مفهومها البشري والخيري يضفي على المتطوع الاحساس بالراحة النفسية واشباع الذات و القدرة على توظيف مواهب ومهاراته في عالم يتعدى الحدود .
من اجل تطوير العمل التطوعي اهتمت وكالات الامم المتحدة للتطوع بالانترت ونشرت ثقافة التطوع من خلال هذه الشبكة المرتبطة بعضها البعض الكترونيا التي تتيح لأي متطوع أن يقدم خدماته ومهاراته  https://onlinevolunteering.org   وهو امام جهازه ويعرض مواهبه في تطبيقات الحاسب الآلي .
الانترت اصبح وسيلة ربط وعلاقة بين المتطوعين في انحاء العالم ويقدمون خدماتهم ومساعداتهم في التصميم والتحرير والدعاية والاعلانات من أجل اهداف إنسانية وتنموية .
اصبح التطوع لغة اقتصادية و عامل تنموي نحو التطوير و التغيير في عالم المؤسسات اللاربحية و مكمل للقطاعين العام والخاص بمفهومه الإنساني والخيري الذي لا يقف عند حدود ولا تفصله جغرافيا ضيقة من خلال الامم المتحدة والمنظمات والمؤسسات المتعاونة معها .


خاطرة

بقلم /علي عيسى الوباري

هذه صباحاتي متدليه

من عناقيد السماء

انتظر قدوم سفينة النجاة

اشرعة الرياح تعصف

بساحلي الأبيض

وحيد أنا اطل من شرفة

الصمت و الكلام هجرني

على قارب اللجوء

سرق مني ناي العزف

في لحظة عتمتي

اطلق سر الروح في درب

النسيان

للتأمل على سطح القمر

في داخلي تسكن زهرة الياسمين

تنتظر قرع جرس الأشواق .


عندما يغفو الليل

ارتل ابجدية القمر في غسق المحراب

يجذبني تاج الثريا

إلى هسيس الخيال

يسلبني الكرى نبض المنى

اطرز حلمي بنجوم السحر

فتعلن ثورة الوجد صرخاتها

في الفراغ

تسافر آهاتي مع ضوء الانجذاب

اعلق شذى الذكرى في اكمام المساء

يفتح الفجر ثغره في وجه زهرة السوسن

رغوة عالقة بقاع فنجان الصباح

 تنتظر صبابة المذاق

يوقد الجمر الاشواق بين الشغاف

حواف الزمن

تراقص ما تبقى من  الآمال .


أهمية الفن الإنساني في المناسبات الدينية



بقلم الشيخ / حسين علي المصطفى


الفن هو نتاج إبداعي إنساني، ويعتبر لوناً من الثقافة الإنسانية، لأنها تعبير عن الذاتية، وليس تعبيراً عن حاجة الإنسان لمتطلبات حياته رغم أنَ بعض العلماء يعتبرون الفن ضرورة حياتية للإنسان كالماء والطعام.
وفي ظل الصراع الفكري الذي يشهده العالم الآن، فإنّ الفن يمثل أخطر سلاح اختراقي في وعي المتلقي. فحضارة الصورة بشكل عام، هي لغة ذات نظام اتصال ولكنها ذات قدرة تعبيرية كبيرة؛ لأنها تستعين وتستفيد من كل الفنون السابقة التي ابتدعتها البشرية، ما يجعلها ذات قدرات تعبيرية تفوق إمكانية اللغة.

فاللغة لم تعد وسيلة الوعي والتطور الأساسي للتراكم المعرفي؛ لأنّ حضارة الصورة استطاعت السيطرة على الزمن، وهي أهم إنجاز عرفته البشرية مع تطور العلوم.

وللأسف أنّ الفن (الإسلامي) لم يتبوأ مكانه في خريطة الفن المعاصر؛ وذلك بسبب  إشكالية حالة الاشتباك الفقهي في العلاقة بين الدين والفن، حول الحلال والحرام في قضايا الفن.

مع وقوفنا على حقيقة ساطعة وهي: أنّ ما يستطيع الفن تحقيقه (كالفيلم أو المسلسل التليفزيوني) يفوق الأثر الذي تستطيع تحقيقه العديد من الكتب والندوات والخطب.

وكما يقول محمود درويش في جداريته:

"هَزَمَتْكَ يا موتُ الفنونُ جميعُها..

هزمتك يا موتُ الأغاني في بلاد الرافدين..

مِسَلَّةُ المصريّ، مقبرةُ الفراعنةِ..

النقوشُ على حجارة معبدٍ هَزَمَتْكَ وانتصرتْ..

وأِفْلَتَ من كمائنك الخُلُودُ..

فاصنع بنا، واصنع بنفسك ما تريدُ

وأَنا أُريدُ، أريدُ أَن أَحيا..".

إنها لحظة التحدي الأخيرة بين اللغة والذاكرة!

وأنت ما زالت ترى تلك الفنون المتنوعة التي ابتدعها المسلم طيلة قرون عديدة شاهدةً على دين طالما وجه الحس البشري للجمال في كل شيء، وسعى لتحريك الحواس المتبلدة لتنفعل بالحياة في أعماقها، وتتجاوب تجاوباً حيّاً مع الأشياء، والأحياء.

إنّ كلَّ متأمل في الفن (الإسلاموي) يعرف أنه أرسى معايير ذات صبغة مميزة، كان لها آثارها الواضحة على العالم الغربي، خاصة فيما بين القرن العاشر الميلادي والقرن الرابع عشر، مما يوضح أنّ الفن الإسلامي يتوسل بالمادة ليعبر عن الإحساس الديني بالحياة، وعن وجدان أخلاقي إسلامي.

وهذا ما يجسده أهمية المناسبات الدينية وتجسيدها فنياً؛ لأنَّها محطةٌ أساسية في الوعي الإسلامي، ومولّدة للدلالات والرموز، وأظن أنّ قدرات الفن عامة، والسينما خاصة، تستطيع أن تعيد إبراز هذه المناسبة وتسليط الضوء عليها بكل أبعادها الإنسانية والفكرية، بما تملكه من قدرات تقنية تعبيرية هائلة.

لقد وهب الله تبارك وتعالى الإنسان نِعَم الحواس الخمس: (السمع، والبصر، والذوق، والشم، واللمس)، وامتّن عليه بها، وهي وسائل لإدراك الأشياء، وتمييز ما ينفعه منها وما يضره، وعلّق بها الكثير من الشرائع والأحكام.

ونعمتا السمع والبصر أعظم تلك النعم وأشرفها، ولذلك ميزتا مع العقل على سائر النعم بالامتنان على بني الإنسان، كما قال تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78].

من الطبيعي أنّ أي ذكرى، لها علاقة بالوجدان الشعبي والديني وبالذهنية الثقافية وبالحركة السياسية، لا بد لها من أن تتطور في طريقة التعبير تبعاً لتطوّر وسائل التعبير على مدى الزمن، لأن أية فكرة لا بد لها من أن تدخل في الوجدان الإنساني بالوسائل التي يمكن أن ينفتح عليها هذا الوجدان، لأن الإنسان يتربّى بحسب الوسائل المتطورة في إنتاج قناعاته، من خلال الفكر الذي يدخل عقله.

في ضوء هذا، فإننا في الوقت الذي نؤكد بقاء مجالس العزاء، لأنها تجسد حالة تعبوية شعبية تحقق نتائج إيجابية في كل زمان ومكان، لكننا ندعو إلى تطوير مجالس العزاء من حيث الأسلوب والأداء وما إلى ذلك.

ونعتقد أنّ المسرح في المناسبات الدينية إنما بدأ بطريقة بدائية، ركزت على شكل الحادثة، لكنها لا تملك العمق والآفاق والحيوية، ما يجعل الإنسان الذي يشاهد هذا المسرح البدائي يتابع الأحداث بطريقة جامدة، وإذا تفاعلت، فإنها تتفاعل بألوان المأساة فحسب.

لذلك، نحن نريد للمناسبات أن تدخل العصر، وأن تنفتح على الإنسان المعاصر من موقع تجسيدها القيم التي انطلقت منها، وتجسيدها للأحداث التي تحركت فيها، وإطلالتها على الأجواء التي تنتجها. ومن الطبيعي أننا نحتاج للوصول إلى هذه النتائج التي تمنح المناسبة بعداً عالمياً إنسانياً، إلى جانب بعدها الإسلامي.

الأحد، 18 ديسمبر 2016

حياة الرسول في بيته مع زوجاته


بقلم الشيخ / حسين المصطفى



كان رسول الله (ص) إذا خلا في بيته ألين الناس، وأكرم الناس، كان رجلاً من رجالكم إلا أنه كان ضحاكاً بسَّاماً، وما كان إلا بشراً من البشر، كان يكون في مهنة أهله -يعني خدمة أهله- يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته<.
إنّ دور النبي (ص) هو تبليغ الرسالة، كما حدّثنا الله تعالى به، فالله تعالى أرسل رسوله من أجل أن يبلّغ الرسالة كاملة غير منقوصة، ويهيّئ الظروف الملائمة التي تؤمِّن امتداد هذه الرسالة من بعده في المستقبل.
وفي مثل هذه المناسبات علينا أن نركز على تهذيب حياتنا من خلال ما أدبه الرسول (ص) لأهل بيته ولأصحابه، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.
فالتربية تعني البناء الذي تُحدثه الأجيال الراشدة في الأجيال النامية لمساعدتها حتى تعيش حياةً اجتماعية سوية وقوية.
وهي >علمُ صناعة الإنسان< أي أنّ الإنسان يُصنع ولا يولد، وهي قائمة على أساس أنّ >الإنسان يولد صفراً، فيتفاعل فيكتسب فيتشكل<.. {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
إذن التربية هي جملة السلوكيات التي يغرسها كائن إنساني بوعي في كائن إنساني آخر، بشرط أن يكون لدى الأول الخبرات، ولدى الأخير الاستعداد الكامل لتقبل غايات وأهداف الأول.
إنّ جوانب النجاح والتميز في أي منهج تربوي نتعرفه من خلال مراجعة أهداف هذا المنهج أو أساليبه أو محتواه، ونستطيع أن ندرك تميز المربي من خلال مراجعة ممارسته التربوية. إلا أنّ أهم الدلائل على نجاح المنهج التربوي وتميز المربي يكمن في مخرجاته وآثاره التربوية، فالناس كثيراً ما يستشهدون على حسن تعليم فلان من الناس بما تركه على طلابه، وحين يرون أبناءً متميزين يدركون أنّ وراءهم أمّاً أو أباً أحسنوا تربيتهم.
وفيما يخصّ الهَدْي النبوي في التربية، فإننا حين نطّلع على أي صفحة من صفحات السيرة النبوية أو نمعن النظر في مرحلة من مراحلها فسنجدها شاهدة على حسن تلك التربية وتميزها.

وبقي أن نفتح أبصار البصائر على هذه المعاني العظام:
1- (ما كان إلا بشراً من البشر) فهو (ص) لا يدخل بيته قائداً أو زعيماً أو .. ولكنه الزوج الذي يعيش حياة السكن الزوجي مع أهله. فعظمته (ص) أنه يعيش بساطة الحياة الأسرية وعفويتها فلا ترى الزوجة فيه إلا الزوج الرحيم، وهو سيد ولد آدم.
2- (كان يكون في مهنة أهله) وهنا نتساءل: هل كانت زوجاته (ص) يشكين كثرة العمل ومشقته حتى يكون عمله (ص) في بيوتهن معونة وخدمة لهن؟! كلنا يعلم كم هي مساحة حجرات زوجاته، كانت حجراتهن متقاربة الجدر صغيرة المساحة بحيث لم يتجاوز طولها 5 أمتار، وعرضها 5و3 متر.. وفي بعض الأحيان تمضي الشهران بتمامها وما أُوقد فيها نار لطعام يصنع، فهل يوجد عمل يحتاج إلى جهد فضلاً عن أن يحتاج إلى معونة بحيث يكون النبي (ص) في بيته مشغولاً بمهنة أهله؟!!
ولكنها المواساة في الحياة الزوجية وتحقيق أحد معاني السكن إلى الزوجة {لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا}، ولم يقل لتسكنوا معها.
إنّ هذه الأعمال اليسيرة في المنـزل تصل إلى قلب الزوجة ممتزجة بمعاني الحب والمودة والرحمة، وتشعر الزوجة بالدنو القريب إلى زوجها، والامتزاج الروحي والعاطفي. وإنّ معاني الالتحام الزوجي تنسجها هذه اللمسات المعبرة، فيكبر في عين زوجته بقدر تواضعه، ويعظم في نفسها بقدر بساطته.
عن الرضا، عن آبائه G: قال رسول الله (ص): >خَمْسٌ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى الْمَمَاتِ: الْأَكْلُ عَلَى الْحَضِيضِ مَعَ الْعَبِيدِ، وَرُكُوبِيَ الْحِمَارَ مُؤْكَفاً، وَحَلْبِيَ الْعَنْزَ بِيَدِي، وَلُبْسُ الصُّوفِ، وَالتَّسْلِيمُ عَلَى الصِّبْيَانِ لِتَكُونَ سُنَّةً مِنْ بَعْدِي<.
3- إننا نطل من هذه النافذة على البيت النبوي فنراه صغيراً في مساحته، بسيطاً في متاعه ولكن الخلق النبوي العظيم جعله وعاءً كبيراً مترعاً بالأنس والبهجة، ويتدفق ينبوع غامر من السعادة والإبهاج (كان ضحاكاً بساماً). فليس في بيته تزمت ولا تجهم ولا عبوس، ولكنه الحياة الطيبة التي تملأ البيت سروراً.
4- إنّ هذه المشاركة المعبرة والإيناس المبهج سوف يجعل من الزوج يحتل مساحة كبرى في قلب زوجته ووجدانها. فعلى الذين يشتكون برودة الحياة الزوجية وجفافها أن يتعلموا من أنّ الدماء تتدفق حارة في حياتهم بمثل هذه اللمسات الساحرة.
5- يبهرنا هذا التوازن في الحياة النبوية فقد كان (ص) مع الناس أكثرهم تبسماً، وكان في بيته ضحوكاً بساماً، وكان مع الناس كالريح المرسلة بالخير، وكان خير الناس للناس، وخيرهم لأهله. إنّ هذا التوازن يفتقد عند أناس يبذلون المجاملات الرقيقة بسخاء في تعاملهم العام، ولكنهم يخزنون العبوس لزوجاتهم، مع أنهن أولى الناس بالبشر وحسن الخلق، أما نبينا (ص) فقد وسع الناس بحسن خلقه وكان أهل بيته أسعد الناس بهذا الخلق.
6- هذا الدرس النبوي رسالة مفتوحة إلى كل من أساء فهم القوامة واختصرها في التعالي الأجوف، أو بسط مظاهر التسلط بحيث لا يرى إلا مقطباً، ولا يسمع إلا آمراً أو محذراً.
من هنا نقول: الحياة الزوجية رحلة طويلة تتحقق فيها السعادة والهناء إذا أخلص كل من الزوجين وابتغى بعمله وجه الله، فابتسامة الزوج تضفي إشراقة على الأسرة، وابتسامة الزوجة تدخل السرور على الزوج، وتكريس كل منهما وقته وجهده في سبيل إسعاد الآخر مما يعين على بقاء هذه اللبنة وامتدادها على مر السنين والأعوام، فالزوجان هما دعامة الأسرة وسر سعادتها.
ولا تتحقق السعادة في الأسرة إلا بالعمل على البذل والتضحية ونكران الذات، وشيء من الأناة وسعة التفكير وإذابة أي مشكلة قد تعترض هذا العش الهانئ، فالأسرة هي ركيزة المجتمع فإذا سعد بناء الأسرة سعد المجتمع كله؛ لأنّ الإنتاج يكون سليماً، وإن سلم نتاج الأسر من الأبناء سلم المجتمع ككل، وإذا عرف الزوجين عبء هذه المسئولية وخطورتها شمر كل منهما عن ساعد الجد لتنشئة جيل مسلم نقي السريرة قوي الإيمان ثابت البنان، لا تهزه الأعاصير ..

نصائح للأزواج:
وعلى ضوء ما جاء من الهدي النبوي يمكننا أن نوجه نصائح للأزواج في هذا السياق:
1.           تفهم الرجل لنفسية الزوجة: فقد تتعرض المرأة في كثير من الأحيان لضغوط نفسيه سواء من أطفالها وكثرة متطلباتهم وتعليمهم أو مشاكل أسرية تتعلق بأسرتها أو مرض جسدي كالآم الدورة الشهرية... كل ذلك يحتاج إلى تفهم من الزوج وتقدير لهذه الظروف؛ فيشعرها باهتمامه بها وحبّه لها، مما يزيح الكثير من آلامها.
2.           احترام الزوج للزوجة: وأخذ رأيها في كثير من أمور الأسرة يشعرها بأهميتها وأنّها جزء من كيان هذه الأسرة وموافقتها والثناء على رأيها وامتداحها، مما يعزز ثقتها بنفسها، فتكنُّ بذلك الاحترام والود والحب لزوجها، وبذلك تشعر الزوجة بالطمأنينة والاستقرار مما ينعكس على تصرفها وسلوكها مع زوجها وأطفالها.
3.            مساعدة الزوج لزوجته في أعمال البيت: اقتداء بالرسول الكريم (ص) ولو بالقليل فإنه يضفي على جو البيت بهجة ويشعر الزوجة بتقدير زوجها لها فيسعدان معا بهذه المشاركة.
4.             الثناء والمديح من الزوج لزوجته: في ما تقوم به من أعمال داخل البيت أو في المطبخ، وفي طريقة لبسها، وأسلوب تربيتها لأولادها أو أسلوب تعاملها مع الآخرين، كل هذا مما يدخل السرور والسعادة إلى نفسها وفي الحديث >أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى الْمُؤْمِنِ<، فكيف بمن هي أحب الناس إليه زوجته.
5.           الكلمة الطيبة والابتسامة المشرقة: لها أثر عظيم في إسعاد الزوجة كما قال الرسول (ص): >الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ<، وقال (ص): >لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ اَلْمَعْرُوفِ شَيْئًا, وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ<، وقال (ص):>تبسمك في وجه أخيك صدقة<.. فكم لهذه الابتسامة من الزوج من أثر على نفسية الزوجة، وكم من كلمة طيبة تسعد الزوجة وتزيل آلامها وتشحذ همتها في إسعاد هذه الأسرة.
6.            العناية بالنظافة الشخصية والاهتمام بحسن المظهر: فكما يحب الرجل أن يرى زوجته في صورة حسنة يحصن بها نفسه، فكذلك الزوجة {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}.
7.            احترام أهلها: وإظهار التقدير والإكرام لهم، وعدم ذكرهم أمامها إلا بالخير، وقدوته في ذلك رسول الله (ص) فقد كان يكرم أهل خديجة (ع) حتى بعد وفاتها، عن السيدة عائشة قالت: >ما غرت على أحد من نساء النبي (ص) ما غرت على خديجة، وما رأيتها قط، ولكن كان يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يُقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم تكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟! فيقول (ص):>إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد<.
8.             إذا أردت أن تعاتب فلا تفعل أمام الآخرين، والأبناء على وجه الخصوص، ولا توجه لها ألفاظ قد تجرح مشاعرها، أو تقارنها بغيرها من النساء، واعلم أنّ مشاعر المرأة مثل الزجاج شفافة، حساسة، سهلة الخدش والكسر، لذلك قال (ص): >رفقاً بالقوارير<.
9.            الحزم في القضاء على أي مشكلة قد تحدث بين زوجته وأهله وعدم السماح لأي طرف منهما التدخل في شؤون الطرف الآخر، وضرورة احترام كل منهما للطرف الآخر، وذلك في بداية الحياة الزوجية حتى يسد باباً لا يغلق لو ترك.
10.        لا يجبرها على زيارة أهله بطريقة دورية وإنما يترك لها اختيار الوقت المناسب لزيارتهم.
11.         احرص على أن تحصل زوجتك على ما تحتاجه من العلوم الدينية والعلوم الدنيوية النافعة، لأنّ ذلك سينعكس على فكرها وسلوكها وعلى حسن تربيتها للأبناء، وقد حرص رسول الله على ذلك.
12.     تقديم الهدية المناسبة للزوجة تعبيراً عن حبه لها وتقديره لها مما يقوي أواصر المحبة بين الزوجين وقد قال رسولنا الكريم (ص): >تَهَادَوْا تَحَابُّوا<.
13.     القيام برحلات انفرادية مما يتيح للزوجين الجلوس سوياً بعيداً عن جو البيت فيوثق ذلك عرى المحبة بينهم.

المساندة نجاح لقيمومتك:
يسعى الزوجان لتحقيق المساندة عبر المواقف والسلوكيات المختلفة ومن ذلك:
1- الدعم المعنوي والتشجيع للطرف الآخر. وأن يتحدث الطرفان عن بعضهما باعتزاز وثقة وحب واحترام.
2- الدعم المادي، خاصة وقت الأزمات، فإذا مرَّ الزوج بأزمة مالية تسعى الزوجة لمساندته بأموالها، فإن لم تجد فعليها أن تسعى للتخطيط المحكم للتقليل من النفقات والمصروفات، وكذلك الزوج يدعم زوجته مادياً وقت الأزمات، ويحرص كليهما على تقديم الهدايا، وما يمكن أن يعبر عن التقدير والمساندة.
3- حفظ الأسرار الخاصة بالطرف الآخر وأسرار العلاقة الزوجية؛ حتى يشعر كل طرف بالأمان داخل إطار العلاقة.
4- أن يسعى كلّ طرف للتعرف على أحلام الطرف الآخر وأهدافه المستقبلية، وتشجيعه على تحقيقها.
5- تقدير المشاعر والمحافظة عليها، والبعد تماماً عن طرق وأساليب الإحباط اللفظية منها والفعلية.
6- الإيمان بقدرات الطرف الآخر، والسعي للتعرف على مواطن القوة والضعف بها، فتُبرز مواطن القوة ويُفتخر بها، وتعالج مواطن الضعف وتقوى بأساليب حكيمة.
7- التعرف على ميول وهوايات الطرف الآخر والسعي لتوفيرها والمشاركة بها إن أمكن ذلك.
8- الحرص على تحقيق المشاركة في الممارسات اليومية الاعتيادية مثل: ‏تناول الطعام، الاستذكار للأبناء..
9- تقويم الخطأ وتحقيق المناصحة بين الطرفين، وهذا جانب هام في تحقيق المساندة، فكثير من الأزواج يتجنب مصارحة الطرف الآخر بأخطائه وتوجيهه خوفاً من توتر العلاقة، متناسين قول الرسول (ص): >‏انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا<، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟! قَالَ: >‏تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ<، وقد يسعى آخرون للمناصحة والتوجيه بأسلوب غير مناسب. فالمساندة تعني الحرص على توجيه وتقويم الطرف الآخر والأخذ بيده بأسلوب يتسم بالحكمة والرفق واللين.
10- الحرص على مشاركة الطرف الآخر في بعض أعباءه ومسئولياته.
11- التغاضي عن بعض التقصير في الحقوق وعن الهفوات في التصرفات.
12- الشورى والاستماع للرأي الآخر وتقديره.
إنّ ثمار تحقيق المساندة يجب ألا تتوقف على تحقيق أمن الأسرة واستقرارها وسعادتها الدنيوية بل يمكن أن يمتد وفق نهج الإسلام الحكيم إلى السعادة الأخروية في جنة الخلد، برحمة الله تعالى، قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

الجمعة، 16 ديسمبر 2016

قصة مريض فقر الدم المنجلي و الانيميا الفولية نقص انزيم الخميرة




إعداد الفني الصيدلي : عبدالله اليوسف 


بعض الابتلاءات و المصائب التي تمر على الإنسان تصنع منه نموذجا يملك المهارة و الخبرة في معالجة القضايا التي تمر عليه .
إليكم أحبتي هذه القصة التي تروي أحد تجاربي في الحياة
لقد تعرض والدي الكبير في السن إلى كسر في فخذه و تم دخوله إلى المستشفى إثر ذلك و قد وفقني الله إلى خدمته و بره فكنت مرافقا له و معينا له في هذه الفترة .
لقد كانت هذه الفرصة سانحة لي بالاحتكاك بالمرضى والاطلاع على أحوالهم .
- حيث كانت الغرفة تحتوي على أربعة من المرضى المتغيرين بدخولهم و خروجهم و قد لفت نظري شاب مريض عمره ثلاث عشرة سنة ، كان مجاورا لسرير والدي و قد رخصه الطبيب و لكنه عاد بعد يومين لنفس السرير و قد كان مفعما بالنشاط على الرغم من نوبات الألم الشديدة التي تنتابه فيضج صارخا من شدتها .
فقررت الاقتراب منه ..
- عبدالله : السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ، كيف حالك أخي العزيز ؟ و هل من الممكن أن نتعارف ؟
رد علي بكل ترحيب و حفاوة و عرفني بنفسه ..
- أنا محمد .
- عبدالله : ما سبب عودتك إلى المستشفى مرة أخرى ؟!
- محمد : إنني مصاب بفقر الدم المنجلي و الأنيميا الفولية 
( نقص إنزيم الخميرة )  ( G6PD ) ، فأخرج و أعود حسب نوبات المرض التي تنتابني .
- عبدالله : لم ليس معك مرافق يعينك ؟ .
- محمد : إن أبي مزارع و لدي أربعة أخوة من الذكور و اثنين من الإناث و نحن نعيش في بيت صغير و لا يستطيع أبي ترك عمله الذي يتقاضى أجرته يوميا و منه يعيل عائلتنا
- عبدالله : بما أنك تعرف الكثير عن مرضك و ما عليك تجنبه و أخذه من أدوية و مواد غذائية فلم لا تأخذ الحذر لكي تقلل من نوبات المرض لديك ؟
- محمد : إن الوضع المالي لعائلتي لا يعينني على ذلك فطعامنا يعتمد على البقوليات صباحا و مساء ( إما عدس أو فول ) و ذلك لقيمتها المناسبة و قدرتها على الإشباع و سد الجوع ، و كذلك الوضع الجوي غير مناسب فإما برودة شديدة من التكييف الذي يضخ برودته في بيتنا الصغير صيفا أو الحرارة الشديدة من التدفئة و قلة منافذ الهواء التي تسمح بدخول الهواء النقي شتاء .
كذلك بعد المدرسة عن منزلنا يتطلب مني السير لمسافات طويلة و مبنى المدرسة كبير جدا و صفي يقع في الدور الثالث ، و صعود الدرج يرهقني خصوصا فترة مرضي .. و المستشفى بعيد أيضا و مراجعتي له تتطلب الكثير من المال و الوقت مما يرهق والدي .
تنهد محمد و أحسست بالألم الذي يشعر به و أخذت عيناه تدمع لواقعه المرير .
- عبدالله : لقد لاحظت أنك تجيد التحدث بلغات عديدة كالفلبينية و الهندية و الانجليزية فكيف تعلمت هذه اللغات ؟
- محمد : من كثرة دخولي للمستشفى و ذلك بمعدل ثلاث مرات شهريا فقد كان لابد من تعلم هذه اللغات ليسهل علي التواصل مع الأطباء و الممرضات و بيان حالتي و ما أحتاجه .
- عبدالله : لقد سمعت مناقشتك مع الطبيب في الخطة العلاجية و الأدوية المناسبة لك و التي تتحسس منها و التي يحظر عليك استخدامها ، فكيف عرفت كل هذه المعلومات ؟.
-  محمد : إنني أقرأ و أبحث عن كل دواء أستخدمه لهذا أعرف الكثير عن أدويتي .
- عبدالله : هل تستخدم أدوية بدن وصفة طبية ؟
- محمد : نعم ، أستخدم بعض الأدوية  مثل : ( البنادول ) أو ( الباراسيتامول ) و ( البروفين ) التي تساعدني في تسكين الآلام .
- عبدالله : هل تعرف أن أقراص ( البارستيامول ) تسبب تليف الكبد أو تهشمها ؟
- محمد : نعم ، سمعت ذلك من الطبيب و قد نصحني أن ألتزم بالجرعة المحددة لي فقط .
- عبدالله : أحسنت ، يظهر من كلامك أنك ملم بمرضك .
- محمد : نعم ، فقد قرأت الكثير عنه .
- عبدالله : هل هناك أحد آخر مصاب بهذا المرض من أفراد عائلتك ؟
- محمد : لا ، أنا فقط .
- عبدالله : ما رأيك ببرنامج الفحص الطبي للمقبلين على الزواج و الذي أقرته وزارة الصحة عام  ( ١٤٢٥ للهجرة) و قد ألزمت جميع المقبلين على الزواج بإجراء هذا الفحص قبل عقد النكاح و اختصرت هذه الفحوصات على فحص فقر الدم المنجلي و الثلاسيميا .
و في عام ( ١٤٢٩ للهجرة ) تم إضافة المزيد من الفحوصات لتشمل الكشف عن الإصابة بفيروس نقص المناعة و فيروس التهاب الكبد الوبائي ( ب ) و ( ج ) و تم تسمية الفحص ب ( برنامج الزواج الصحي ) .
- هل تعرف ماهي الوسائل الأخرى لتفادي النوبات ؟
- محمد : نعم ، لكن للأسف لا أستطيع توفيرها و ذلك بسبب الحالة المادية التي أخبرتك عنها سابقا .
- عبدالله : لقد سمعت أن هناك نقاشا حول إصدار قانون لتقديم مساعدات مادية لمن يحمل أمراضا مزمنة و كذلك إنشاء مركز دراسات و أبحاث متخصصة لعلاج هذه الحالات .
- محمد : نعم ، سمعت عن ذلك و عن التطورات الكبيرة في هذا المجال ، أرجو أن يستفيد منها المصابون بهذه الأمراض .
- عبدالله : ما شاء الله ، إنك شخص مثقف و واع على الرغم من صغر سنك فكيف اكتسب هذه الثقافة الواسعة .
- محمد : إنني أحمل الكتب المتنوعة معي إلى المستشفى و أحاول أن أقرأها إذا هدأت نوبات المرض .
- عبدالله : و ماذا عن المدرسة ؟
شعر محمد بغصة و أجاب بحرقة و عينين دامعتين ..

محمد : إنني أعاني كثيرا من تأخري في دروسي و من أعذار الغياب التي أقدمها للمدرسة لإعادة الاختبارات المؤجلة ولكن الحمد لله فقد سخر لي جارنا وهو مدرس حيث يقوم بتدريسي ما يصعب علي من المواد وبجدي واجتهادي أعوض ما فاتني و أحاول أن أواكب زملائي فيما تعلموه .
استأذنته و تمنيت له دوام الصحة و العافية .
مرت الأيام و أنا أراقب مريضنا محمد الذي كان مليئا بالحيوية و البشاشة و بنشر السرور فيمن حوله فقد كان اجتماعيا بامتياز و شعلة من النشاط في حالة خفت أوجاعه و آلامه .
يبث روح الأمل والفرح لدى المرضى الكبار و الصغار .. يقدم مساعدته للجميع في الترجمة و دخول دورة المياه و إعطائهم ما يحتاجونه من لوازمهم الشخصية حتى أن بعض المرضى يستمر في زيارته و السؤال عنه حتى بعد خروجه من المستشفى .
حقا إن مرض فقر الدم المنجلي مرض مرهق و شاق على من يحمله فأتمنى أن يتم القضاء على هذا المرض في الأجيال القادمة أو أن يحد منه حتى لا يعاني شبابنا و فتياتنا من هذا المرض و نفقد طاقاتهم الشبابية الفتية في بناء المجتع و الوطن .

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

لماذا أقول بالموامرة

عادل البشراوي


دائما ما ألام عند حديثي عن المؤامرة، وهو لوم أجد فيه منطقية ما إلى أن تتوضح أمامنا بعض الإشارات لروابط تكاد تشكل القواسم المشتركة لأغلب الأحداث التاريخية.

فبدراسة مركزة لأحداث التاريخ ومحاول قراءة ظروف وأسباب حدوثها وعن الأهداف التي خلصت إليها نستطيع أن نتلمس نتائج أهمها إذكاء نار الفتن وتشويه المناهج الإلهية التي انفذها الله سبحانه في فطرته للبشر وعبر رسالات انبيائه ورسله.

لأوضح وأبدأ بالقول أنه ليس من المفيد أن نقرأ كل حدث على حدة فنجعله نتيجة مباشرة لظروف محيطة به ومنفصلة عن أي إرهاصات أو سياسات سابقة.

القراءة الإجتزائية للأحداث لاتتفق مع مناهج الدراسات الجيوسياسية والتاريخية التي تساعدنا على قراءة الأمور كما هي، وأيضا لن تمكننا استشراف مستقبل الأمور.

عندما نقرأ تاريخ الإستعمار عالميا وبداية مع تتويج العرش الإسباني الذي بدأ بالزواج السياسي لإيزابيل وفرديناند منتصف القرن الخامس عشر ونجاح ايزابيل بتمويل أسطول كريستوفر كولومبوس عام 1492 لاكتشاف العالم الجديد وجلب ثرواته، ونتابع قيام جارتها البرتغال وهولندا لتشكل هذه القوى الثلاث أهم قوى الإستعمار في العالم آنذاك، ونقرأ أيضا ارتباط قيام هذه القوى وإن على حدة بالمركز الروحي والديني المتمثل بالفاتيكان والذي منحها بركاته للإنطلاق في احتلال مناطق العالم الأهم حينها وتركيعها تحت سلطته الآيديولوجية.

ثم نلاحظ تزامن هذا مع تقويض أهم مناويء لهذا الحراك ألا وهو الحالة المتنورة في العالم الإسلامي والكيان الكنسي المشرقي في القسطنطينية نستطيع أن نصل إلى نتيجة مفادها أن هناك رابط وثيق بينها.

ولنا لو اتسع النقاش إمكانية للعثور على روابط أخرى للأحداث التي حكمت التاريخ منذ أن بدأ وهي مستمرة ولاتزال بذات الرابط الأساسي وإن بوجوه وعناوين مختلفة.

وحقيقة لا أرى فرقا بين إسبانيا ايزابيل وفرديناند وبريطانيا الفكتورية والولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية إلا في العناوين وفي التطور التكنولوجي، فتلك القوى قامت وهيمنت واستكبرت كل ضمن ظروف أزمانها، وعندما بان ضعف أي منها اضطرت لتسليم زمام مهامها للقوة الأكثر مناسبة لحمل لواء الإستكبار.

وقد مثلت الأمر في مناسبات عدة على أن قوى الإستكبار الخفية تقوم بتغيير مقر إدارتها للأمور من كيان لآخر وبشكل يتلائم مع مخططات مرحلية جديدة، ففي الخمسة قرون الأخيرة تم لهذه القوى استغلال العرش الإسباني فترة من الزمن إلى أن قررت المخططات الاستغناء عنه والإنتقال إلى بريطانيا الفتية والتي كانت وحتى بداية القرن السابع عشر عبارة عن دويلة فقيرة تقع إلى الشمال الغربي من أوروبا وتعاني شواطئها على الدوام هجمات البحريات الهولندية والفرنسية والإسبانية.

وكان ضمن أهم معاناتها إقصاء الفاتيكان لها عندما تخلت عن الكاثوليكية وتبنت تعاليم مارتن لوثر، ولكن ورغم ذلك كله لم يمنعها هذا من أن تبرز وفي عقود قليلة لتقود العالم بكله.

وقد نوفق حين نقول هنا أن حركة مارتن لوثر قبيل عشرينيات القرن السادس عشر والثورة الفرنسية نهاية الثامن عشر كان الهدف الأساسي منهما هو إضعاف الفاتيكان الذي استغل واستهلك في القرون التي واكبت الحروب الصليبية في القرن العاشر واستمر مع القضاء على الكنيسة الشرقية وتحجيم دور المشرق العربي والإسلامي فأصبح المشهد الجديد يستلزم التخلص منه ومن صلاحياته لتقوم بريطانيا الإنجيليكانية وتبسط سيطرتها دون عوائق آيديولوجية تذكر.

ولكن بريطانيا هي الأخرى كان لها نصيبها من الاستغلال حيث جرى تحجيم دورها مع بداية القرن العشرين ليتم الإنتقال منها إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكان ذلك بعد الحرب العالمية الثانية لتصبح بريطانيا تابعة لأمريكا بعد أن كانت المستعمر الأقوى للأراضي الأمريكية الشمالية قبلها بقرنين من الزمان.

نهاية، يستطيع من أراد أن يقرأ الأحداث بشكل مجتزيء، ولكنه لن يتمكن من قراءة الأحداث كما هي وبشكل يمكنه من أن يكون فاعلا في رسم مخططاته الخاصة للتخلص من العبودية التي أجزم بأن مؤامرة ما تحاك ومنذ بدء الخليقة تستهدف مفهوم الإستخلاف على الأرض بمحاربة الفطرة السوية التي أرادها الله سبحانه للبشر، وأنا إن كنت قد بدأت الكلام بمناقشة الأحداث خلال الخمسمائة سنة الأخيرة فقد كنت أتحرى الإختصار وإلا فالمؤامرة كما أفهم أزلية وقد قرأت بداياتها في آيات الله المجيدة وتحديدا في الحوارية التي دارت بين الخالق سبحانه وبين إبليس حين قال (انظرني إلى يوم يبعثون) وقال أيضا (فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) صدق الله العظيم.


الاثنين، 12 ديسمبر 2016

بنفسج


علي عيسى الوباري



زجاجة عطر بنفسج

انظر من خلالها

فيطول بقائي

اتأمل في زجاجها

فيزيد سروري

قارورة يطفح

منها غنج ملائكي

الف حولها

 فترقص برائحتها

و تهتز الارض تحتي

فيحلو امامها جلوسي

احاول البَّسها فستان

حرفي

لكن خصرها يتمايل

فتطفح سعادتها

و تتبخر ما بين اصابعي

كل كلماتي .


لقاء في مجلس الرمضان


علي  عيسى الوباري



من عادة الصباح ان يبتسم في وجه النهار و الشمس ترسل اشعتها على وجوه الانام و البلابل تغرد على أغصان الاشجار و عيون  الاحساء تجري الهوينى نحو دروب النخيل ، الأوراق الخضراء ترسم دوائر الاشواق على
وجه الماء و ابتسامة الشيخ الكبير تُنقش في كتب التاريخ و يدون المعرفة على الصفحات ، قامة تاريخية و قلم سيال و ثغر ضاحك بالمعلومات ، بين سني عمره تنساب الكلمات  بين أوراق الكتب.
هذا هو الشيخ الكبير و المؤرخ واسع الاطلاع و المرجع في الانساب الاستاذ الكبير بالمواقع و المعلم بالاعلام ابا حسن جواد الرمضان في جلسته الصباحية بيوم الجمعة المبارك يفيد بالاحاديث و يضحك بالمعرفة بين اوساط جلسائه و محبيه ، يفيدنا من معرفته بالتاريخ و يتحفنا بالمعلومات في عمق تاريخ الاحساء بكل جلسة و حوار ، يتاح للجالسين الادلاء بما يجول في فكرهم من معرفة و يصرحوا بما يلموا من ثقافة لتتلاقح الافكار و يثمر اللقاء بثمار النضج و تداول المعارف و المعلومات .
اطال الله في عمرك أيها الاستاذ الكبير و المؤرخ الموسوعي لتستفيد منك الاجيال و تقدم ما لديك بالتاريخ و الانساب .



أهمية العنصر البشري في التنمية المستدامة




علي عيسى الوباري


في عالم يتصارع من اجل ازدهار اقتصادي وبعهد اقتصاد المعرفة المعتمد على العنصر البشري الذي اخترع الآلة ومعدات الانتاج ووفر الاموال وطور البنية التحتية .

اصدر المنتدى الاقتصادي العالمي تقريره واعتبر رأس المال البشري العنصر الاكثر اهمية في استمرار النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة ومن خلال تنمية العنصر البشري يمكن تحقيق القيمة المضافة للاقتصاد الذي يعتبر الركيزة الاهم في تطور المؤسسات والشركات .من ضمن حقائق التقرير :
– اكثر من ٢٥ الف عامل يدخل سوق العمل يوميا – الفترة العمرية ما بين ٢٥ إلى ٥٤ سنة هي الاكبر من قوة العمل – اكثر من ٢٠٠ مليون يعيشون البطالة بالعالم – ٩٠ مليون طفل غير متعلم بالعالم
– نقص ٥٠ مليون عامل ماهر بدرجة عالية في السنوات العشر القادمة – يشهد العالم نقص ٤ مليون معلم مدرب سنويا
وذكر التقرير ام فنلندا والنرويج وسويسرا على رأس الدول في الاهتمام برأس المال البشري عالميا
وعربيا شمل ١٠ دول كانت البحرين الاولى و٤٦ عالميا واحتلت قطر الثانية و ٦٦ عالميا والامارات العربية المتحدة ثالثا و٦٩ عالميا ثم الاردن ٨١ عالميا ومصر ٨٦ ثم السعودية بعدها والكويت وبعدها المغرب بالمرتبة ٩٨ وتونس ١٠١ والجزائر ١١٧ وبعدها اليمن ومورتياتيا ١٣٠ المركز الاخير .
والدول الاخيرة هي في مؤخرة الدول عالميا في الاستثمار البشري واقل من المتوسط في الاهتمام برأس المال البشري دوليا .
ترجع اهم الاسباب للتردي بالاهتمام برأس المال البشري نوعية التعليم وكفاءة المؤسسات التعليمية وتأخرها في مواكبة آخر التقنية العالمية في التعليم والتدريب .
كذلك لم تهتم مراكز البحوث والتطوير وتقوم بدورها بل تفتقر لابسط عوامل البنية التحتية .وبين التقرير ان باحث من المتوسط الدولي يساوي ما يقدمه ١٠ باحثين عرب .
كثير من الدول اعتمدت على العنصر المالي والموارد الطبيعية اعتقادا منها ان هذين العاملين الاكثر جذبا للاستثمار والاكثر جدوى بالاقتصاد لكن تجارب دول اقتصادية كثيرة انتقلت إلى اقتصاد المعرفة خلال عشرين إلى ثلاثين سنة معتمدة في الاساس على العنصر البشري في التنمية المستدامة ، فإذا أُعد الإنسان بمهارات توافق سوق العمل وصقلت مواهبه واصبح فردا مبادرا شاعرا بأهمية نمو الاقتصاد الوطني وانعكاسه على دخل الفرد ورفاهيته، بمقدوره أن يطوع عناصر الأنتاج الأخرى ويجلب العنصر المالي ويساهم في النمو التنمية المستدامة .

تأسيس ثقافة تطوعية


علي عيسى الوباري



اكثر التحديات التي تواجه المجتمعات العربية الاسلامية خلق الوعي لدى النشء و الجيل الذي اصبح اسير مظاهر و خصائص عصره ، عصر لا نستطيع القفز عن مغرياته و أدواته الرقمية التي سلبت عقول الاطفال و الشباب ، من الصعب جدا الاختباء وراء اصابعنا و نقول ان هذه التقنية الجاذبة لا تغري و لا تؤثر في عقول الاجيال و لن تشكل فكر جامد اسير الترفيه يفقد فيها المرء روح المبادرة و الابداع و المشاركة المجتمعية .
الادمان على وسائل الترفيه تجرد الافراد من الاحساس بالمسئولية الذاتية و الأسرية و الاجتماعية .
 فقدان الاحساس و الوعي لدى الشباب و عدم الشعور بالانتماء بقضايا المجتمع و النأي بعيد عن الهموم و المسئوليات الاسرية و الاجتماعية .
التقنية الرقمية تساهم بشكل كبير في خلق مناخ الفردانية اي تعزز الاتجاه نحو الانعزال الشخصي بعيدا عن المجتمع و متطلباته و ينأى الفرد عن القضايا الاجتماعية و لا يهتم بأي واجب او مستحب ديني و اجتماعي .
الثورة التقنية واقع نعيشه فيجب توظيفه نحو تنمية الفرد و استغلال التطبيقات المتعددة بالاجهزة الذكية و تطويعها في خدمة البرامج و النشاطات الاجتماعية  .
يمكن تأسيس منظومة ثقافية تطوعية تبنى على اسس مهمة هي :
- الموروث الديني و الثقافة الاسلامية التي تأصل العمل الخيري بالنفوس من خلال خطاب ديني و ثقافي يلائم عصرنا و يلبي احتياجتنا بالتطوع .
- التربية الاسرية التي تتخذ من التعاون في المنزل اول خطوات التطوع و ذلك بتوزيع المهام على افراد الاسرة ابتداء من الاب و الام إلى الابناء اضافة إلى النصح و الارشاد بأهمية التعاون
- المدرسة اذا تمت اضافة منهج تعليمي ( مقرر ) يهتم بأعمال الخير و التطوع يمكن به غرس مبادئ و قيم التطوع و التضامن في نفوس النشء
- المجتمع عندما يكون المجتمع خلية اجتماعية تتحرك باهداف مخطط لها لتنميته و الرقي بمستواه يفرز ثقافة اجتماعية تطوعية يكون محورها الفرد لكن مبنية على قواعد مؤسساتية
- هناك برامج و نشاطات تعدها الجهات الرسمية من اجل استثمار طاقات الشباب و توجيهها توجيه تنموي و هادف يستفيد منه المجتمع و الوطن .


السبت، 10 ديسمبر 2016

سلطة المعرفة لا سلطة القوة (الاستبداد)



بقلم : العلامة الشيخ حسين المصطفى


ما يؤسف له في حياتنا أنَّ التقليد هو الأصل، وستظل تنميتنا -على مستوى الدين والدولة والمجتمع- خاضعة لمقتضيات الفروع الموروثة (سلطة الدين، وسلطة الأمير، وسلطة القبيلة).. ونظراً لرسوخها في (لا وعينا) فإنَّ كثيراً منَّا سوف ينتقل من تقليد الآباء إلى تقليد الأجنبي.
والأخطر أن تتحول تلك إلى (عادة) بحيث تجعل من الإنسان (آلة)، تقتل روح الإبداع فيه وتسلبه اختياره وحريته وإرادته..؛ لأنّ الإنسان إذا اعتاد على شيء سيخضع لحكومته، ولا يمكنه تركه، وعندئذ يقدم عليه لا بحكم العقل ولا بحكم الإرادة الخلقية، ولا بحكم كونه عملاً جيداً أو غير جيد، وإنما يفعله بحكم العادة، ولو تركه فسيضطرب. يقول الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط: "كلَّما كثرت عادات البشر قلَّت حريته واستقلاله".
وللإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) نص مهم يقول فيه: "لَا تَنْظُرُوا إِلَى طُولِ رُكُوعِ الرَّجُلِ وَسُجُودِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ شَيْءٌ اعْتَادَهُ، فَلَوْ تَرَكَهُ اسْتَوْحَشَ ذَلِكَ، وَ لَكِنِ انْظُرُوا إِلَى صِدْقِ حَدِيثِهِ وَأَدَاءِ أَمَانَتِهِ". وهذا النص يدل على أنّ التعود، يفقد القيمة الأخلاقية للعمل، ولا يمكن أن يكون ملاكاً للإنسانية والإيمان.
ومن هنا لا يأتي التفاضل من حيث يتوهمه الكثير من الناس، يقول الإمام (ع): "بَعضُكُم أَكثَرُ صَلاةً مِنْ بَعضٍ، وَبَعضُكُم أَكثَرُ حَجّاً مِنْ بَعضٍ، وَبَعضُكُم أَكثَرُ صَدَقَةً مِنْ بَعضٍ، وَبَعضُكُم أَكثَرُ صِياماً مِنْ بَعضٍ، وَأَفْضَلُكُم أَفْضَلُ مَعرِفَةً"..
نحن بحاجة إلى تربية شاملة تساعد على: تشكيل الإرادة - اكتشاف الطاقات - التعرف على القابليات والميول - التزويد بالمهارات التي تجعل الإنسان قادراً على التعامل مع الواقع..
ولم تكن تربية نبينا محمد (ص) لأصحابه خارجة عن هذه المعطيات، ولم تكن قِيماً نظرية مثالية، وإنما هي خلاصة شريعة نزلت حسب الوقائع والأحداث واستجابت لمشاكل الناس وقضاياهم.
فالمنهج المحمدي، هو الذي جعل الإيمان بالإسلام يتألق ويتميز، ذلك بأنه اعتمد على التفاهم العقلاني مع الخطاب القرآني وإثارة التساؤلات التي تخرجه عن دائرة النظرة التقليدية للدين لتجعله أقرب إلى منهاج الحياة المتكامل، وليصل بالإنسان إلى عقيدة لا تذبل ما دام السؤال ينعشها، ولا تموت ما دام الشك يبعثها من جديد. يقول الإمام علي (ع): "فَبَعَثَ اللهُ مُحَمَّداً (ص) بِالْحَقِّ؛ لِيُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ إِلَى عِبَادَتِهِ، وَمِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ إِلَى طَاعَتِهِ؛ بِقُرْآنٍ قَدْ بَيَّنَهُ وَأَحْكَمَهُ؛ لِيَعْلَمَ الْعِبَادُ رَبَّهُمْ إِذْ جَهِلُوهُ، وَلِيُقِرُّوا بِهِ بَعْدَ إِذْ جَحَدُوهُ، وَلِيُثْبِتُوهُ بَعْدَ إِذْ أَنْكَرُوهُ، فَتَجَلَّى لَهُمْ سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا رَأَوْهُ".
ومن أجل أن ننهض علينا أن نحوِّل مركز السلطة في حياتنا من سلطة (القوة) إلى سلطة (المعرفة).

يا للمسلمين !

بقلم : د .عبدالهادي الصالح


مسلمو بورما يستغيثون ليس لهم إعلام، كن أنت إعلامهم وشارك ليصل للعالم وأقل شيء نعمله الدعاء لهم بالفرج! هذا نموذج من الرسائل المنتشرة في التواصل الإلكتروني للقضية المنسية لأحد مكونات الشعب البورمي «الروهينجيا» مشكلتهم أنهم أقلية مسلمة، ولذلك يواجهون عملية تطهير عرقي رهيبة، ومفجوعة بالتعذيب والقتل الجماعي بالحرق والصدمات الكهربائية، وإجبارهم على ترك ديارهم، بينما المنظمات الدولية في سبات عميق! ومعهم بنو جلدتهم من مسلمي العالم!
والإرهابيون المدعون بالإسلام مشغولون بالذبح والنحر في رقاب الناس المسالمين، والسياسيون يستثقلونها حتى ذكرهم لها في خطبهم السياسية، ولذلك استقوت إسرائيل في التعنت ضد أي استحقاقات فلسطينية، وشجع الطاغوت البورمي للولوغ في دماء المسلمين، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم، نبي الإسلام يستصرخكم «من بات ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم»!
وعلى المستوى الشعبي: أين الثقات في جمع التبرعات لهم، كأقل حد ـ بعد الدعاء لهم ـ في المؤازرة والدعم والمواساة؟