الاثنين، 12 ديسمبر 2016

تأسيس ثقافة تطوعية


علي عيسى الوباري



اكثر التحديات التي تواجه المجتمعات العربية الاسلامية خلق الوعي لدى النشء و الجيل الذي اصبح اسير مظاهر و خصائص عصره ، عصر لا نستطيع القفز عن مغرياته و أدواته الرقمية التي سلبت عقول الاطفال و الشباب ، من الصعب جدا الاختباء وراء اصابعنا و نقول ان هذه التقنية الجاذبة لا تغري و لا تؤثر في عقول الاجيال و لن تشكل فكر جامد اسير الترفيه يفقد فيها المرء روح المبادرة و الابداع و المشاركة المجتمعية .
الادمان على وسائل الترفيه تجرد الافراد من الاحساس بالمسئولية الذاتية و الأسرية و الاجتماعية .
 فقدان الاحساس و الوعي لدى الشباب و عدم الشعور بالانتماء بقضايا المجتمع و النأي بعيد عن الهموم و المسئوليات الاسرية و الاجتماعية .
التقنية الرقمية تساهم بشكل كبير في خلق مناخ الفردانية اي تعزز الاتجاه نحو الانعزال الشخصي بعيدا عن المجتمع و متطلباته و ينأى الفرد عن القضايا الاجتماعية و لا يهتم بأي واجب او مستحب ديني و اجتماعي .
الثورة التقنية واقع نعيشه فيجب توظيفه نحو تنمية الفرد و استغلال التطبيقات المتعددة بالاجهزة الذكية و تطويعها في خدمة البرامج و النشاطات الاجتماعية  .
يمكن تأسيس منظومة ثقافية تطوعية تبنى على اسس مهمة هي :
- الموروث الديني و الثقافة الاسلامية التي تأصل العمل الخيري بالنفوس من خلال خطاب ديني و ثقافي يلائم عصرنا و يلبي احتياجتنا بالتطوع .
- التربية الاسرية التي تتخذ من التعاون في المنزل اول خطوات التطوع و ذلك بتوزيع المهام على افراد الاسرة ابتداء من الاب و الام إلى الابناء اضافة إلى النصح و الارشاد بأهمية التعاون
- المدرسة اذا تمت اضافة منهج تعليمي ( مقرر ) يهتم بأعمال الخير و التطوع يمكن به غرس مبادئ و قيم التطوع و التضامن في نفوس النشء
- المجتمع عندما يكون المجتمع خلية اجتماعية تتحرك باهداف مخطط لها لتنميته و الرقي بمستواه يفرز ثقافة اجتماعية تطوعية يكون محورها الفرد لكن مبنية على قواعد مؤسساتية
- هناك برامج و نشاطات تعدها الجهات الرسمية من اجل استثمار طاقات الشباب و توجيهها توجيه تنموي و هادف يستفيد منه المجتمع و الوطن .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق