الأحد، 1 يناير 2017

اختفاء المشاعر الإنسانية

 
علي عيسى  الوباري

اسوأ ما على المرء ان ينتظر الفرح و يأتيه الجزع من حيث لا يعلم..،
من الصعب جدا على أم تزين ابنها لمناسبة سرور و هي تراقبه من الخطر و تخاف عليه من تفجير او هجوم في بستان السعادة 
هذا الشعور الذي توصل اليه إنسان هذا اليوم بدل ما يستعد المجتمع لإعلان مظاهر الفرح و دق جرس العيد، يتأهب للأمن و حفظ السلام في ساحات الاعياد . 
هل هي تعقيدات المجتمع و انزوائه في خنادق الايديولوجيا و الدفاع عنها بأي وسيلة لحماية ما يعتقد به .
هل إنسان القرن الحادي و العشرين  يعيش الثنائية  "إذا لك تكن معي فأنت ضدي " ، ابتعد إنسان العصر عن المنطقة الرمادية و الوسطية فعاش في زاوية الاقصاء ، الحرب من اجل اثبات الانا الفردية و الانا الجماعية فلم فعجز ان يستوعب الآخر .
غاب منطق القواسم المشتركة فحل محله  المنطق الفردي فمات الشعور الإنساني ، رغم التبادل التجاري و انتقال المنتجات و الخدمات بين الافراد و المجتمعات و شيوع منطق المصالح المادية و انتعاش الاقتصاد بين الامم لكن اختفى الشعور الإنساني و الحياة البشرية الممزوجة  بالاروح .
 لم تنفع الثورة المعلوماتية في تقريب الاصوات و الكلام و التواصل الاجتماعي ، تقاربت الاجساد لكن اندثرت المشاعر الإنسانية و تلاشت العواطف الناعمة بين الناس .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق