الجمعة، 23 سبتمبر 2016

الأمركة (Americanization)



عادل البشراوي

تزعجني دائما مقولة أن لدينا كمجتمعات مشرقية وفي الغالب مسلمة من أسباب اللحمة أكثر منها للفرقة... وكأن قوى الفتنة تستحيل أمام الغباء.

فالفتنة في صلبها مجرد إعلام قذر يعرف كيفية اللعب على الأهواء والتستر وراء حجب الآيديولوجية السقيمة.

فعندما نتناول أوروبا كمثال للتسامح والتكامل الحضاري ونقول أنه بالرغم من تعدد إثنياتها ولغاتها وحتى مذاهبها إلا أن شعوبها تصالحت ومدت حبائل الود وكسرت حواجز الفرقة.
أقول أننا حين نتكلم هكذا قد نكون مخطئين!!

فاتحاد شعوب أوروبا ودولها ماكان إلا لغرض في نفس الإستكبار العالمي.

وقد لانفشي سرا عندما نقول بأن أوروبا نفسها طحنت بضراوة الحروب الدينية ولم تتمكن من العيش بأمان إلا بعد مشروع مارشال.

فقد اتخذت الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية وبعد تسلمها لواء الإستكبار العالمي من بريطانيا قرار هذا المشروع والرامي لإعادة اعمار أوروبا.

ظاهر المشروع هو الإعمار, بينما باطنه هو مابات يسمى بالأمركة (Americanization).

والأمركة هو مصطلح معروف حتى لدى الأوروبيين الذين استماتوا في محاربته ولكن دون جدوى, جتى أن شارل ديقول وهو أيقونة المقاومة الفرنسية وأعظم أذرع تحالف دول المحور ضذ النازية, كان مستمرا في رفضه للأمركة بعد أن استلم رئاسة فرنسا لسنوات بعد الحرب.

فالغرض من توحد أوروبا لم يكن أبدا سواد عيون الشعوب الأوروبية, بل هو في تمييع هوياتها وتجمعها في قوة تكون سلاحا في يد حامل لواء الإستكبار العالمي الجديد.

وقد كان لقوى الإستكبار ما أرادت.

اتحاد أوروبي بهوية أمريكية تضرب به شعوب العالم المقاومة والمناضلة نحو الحرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق