الاثنين، 12 سبتمبر 2016

مذكرات طفلة




مذكرات طفلة

بقلم: د. فاطمة أنور اللواتي 
قيل لي العيد آتٍ
العيد العيد العيد!
بحثت عنه و حين لم أجده دعوت الله أن يكون العيد قد أتي
ركضت نحو أمي 
لم تكن تحضر لنا طعام العيد
لم تكن تجلب لنا الحلوى من السوق
لم تكن تخيط لي فستانا أحمر أو قيمصا أبيض اللون لأخي.

بحثت عن أبي في حقله المقفر
في محله المبعثر
بين أغنامه و أنعامه
في المسجد وبين الحجر
لم يكن في السوق يجلب لنا الذبيحة
ولم يكن قادما نحونا حاملا لنا فاكهة او حلوى أو عصيدة!

لم يكن أخي الصغير ينتظر قميصه الابيض
ولم أجد في مظاريف أبي نقودا جديدة تنتظر أيدي صغيرة
ولم أسمع طرقا على الباب لصغار يحصدون عيدية او قطع حلوى
ولم أرَ خالي أو خالتي ولم أرَ عمي أو عمتي
كل ما سمعته هو صوت رعد هز جدران بيتنا الخاوي 
واضواء برق حرقت سياجا يحيط بحقلنا المقفر
فهل تلك كانت دقات مدفع العيد؟
وهل العيد حقا أتى!

فإن كان العيد أتى فلكم مني ألف تحية و تبريكة و عيدية
فالعيد لنا تضحية وفداء و حرية!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق