
رياض الشيخ باقر
سميع إيل
--------------
نظر نظرة في النجوم
فرأى ملائكة إيل تحمل السلاسل
خمسون الف سلسلة
أذرعا سبعون يسجرون
يسحبون الجبال و الوديان
يضربون بها البحار كي تمور
فبكى جبل الشيخ
و سالت دموعه من عمامته البيضاء
و قال : يا أبتي افعل ما تؤمر
ستجدني من الصابرين
سلام على آل شيخنا آن
أفبالعذاب يستعجلون أم مؤمنون
هي زجرة واحدة من الف الف
فإذا هم ينظرون
الأرض رجت رجا
أما البحار فقد مارت مورا
و أخذت الجبال فسيرت و بست بسا
ريحا صرصر عاتية قلعت جذع النخل
أما وحوش الأرض فأخذتهم الصاعقة
و دكت الأرض دكا دكا فأبتلعت آثارهم
عندها كان آن في الهباء يجود بنفسه
يبحث عن باقيته
فلا يرى لها أثر
صرعا كأنهم أعجاز نخل خاوية
ثم نظر نظرة
فأرتد اليه البصر خاسئا
نظر الى السماء فإذا هي كالمهل
و نظر الى الجبال فإذا هي كالعهن
فأوى الى الكهف عله يجد رحمة
و يهيئ له من أمره رشدا
كان إيل في العماء يحن عليه
يناجيه فلا يستجيب
و يناديه فلا يسمع
فأذني آن مضروب عليهما لسنين عددا
يتقلب ذات اليمين و ذات الشمال
فقد كانت الأرض تحت أقدام آن
ترج رجا
و البحار مسجورة
و الجبال مدكوكة
يصارع ريحا صرصرا عاتية
لا يرى لإيل طريقا ليعبده
وما خلق أيل خلقا أحب اليه من آن
كان إيل يتودد الى آن و يطلب رضاه
حتى عزم آن و حزم أمره
شق صدره و اخرج الحمأة السوداء منه
فسمع آن صوت إيل
يلهمه طريق الخير
آن !
اخلع نعليك و ألقِ قميصك
آن
خط بالقلم
آن !
اغزل الصوف وضعه في سم الخياط
آن !
ابني لي سفينة
و ارفع قواعدها عن الأرض
آن !
قدم لي قربانا
احد أبناءك قربانا
لا اقبل بغيره قربانا
و اطل الألواح بلون دمه
و اشددها بعروقه
آن !
احمل في السفينة أربعة من طيورك
و أرسي بها على الجبال الأربع
فإذا وصلت السد
أضرب بعصاك الجبل ينشق لك البحر
فتخرج لك الناقة من جوف الجبل
عندها سر بعين أيل تحرسك
حتى تبلغ مجمع البحرين
عند الصخرة اربط حوتك
و اخرق السفينة و اركب الناقة
لا تقتل الغلام فقد ارعوى
و اهدم الجدار فلا كنز تحته
آن !
لا تجزع
بإمتحاننا لا تجزع
حتى إذا أكلت دواب الأرض منسأتك
فالبخيت من ولدك يا آن رميتي
و ذو القرنين سيفي
و النضر من ولدك بهجتي
و إيلافات زيد ذخري و ذخيرتي
و طيور أبابيل شيبة الحمد عدتي
و احمد المحمود في السماء مرتضى غايتي
و نسل فاطم سفينتي
فاركب في السفينة و سبح بحمدي
و قل قول القربان
لك العتبى فخذ حتى ترضى
آن !
لقد رضيت بك خَلِيلا
فاجعل قلبك عرشا لي
و لمثل هذا فليعمل العاملون
----------------
رياض الشيخ باقر
بورتلاند / ولاية أوريجن
الأحد /٢٨/ ٨/ ٢٠١٦
و كتبت هذا الشرح للمقطوعة:
---------
إيل = اسم الإله في اللغة الكنعانية
أي العالي الذي في السماء
آن = السيد في الأرض من البشر
وهم الأنبياء و الأولياء
و الإشارة خاصة الى عدنان الجد الأكبر لرسول الله محمد
سميع إيل
هم من تلقوا الوحي ( الأنبياء )
إشارة عامة لهم
و إشارة خاصة لنبي الله إسماعيل الذي ينحدر من صلبه خير البشر محمد ص و آل عدنان قاطبة
تقول الميثولوجيا
أن هناك علاقة و ترابط بين أحداث الأرض و حركة النجوم و الكواكب
لذا هو نظر اليها لا ليعبدها بل ليدرسها و ليعرف سَنَن الله فيها
ومن هنا ترتبط هذه العلاقة بالدورات البشرية كل خمسين الف سنة
وقد اشرت اليها بالسلاسل
و رمز طولها ٧٠ ذراعا هي استعارة من القرءان الحكيم ، و كأنما السنن تقوم عندما تأخذ الملائكة هذه السلاسل و تضرب بها الأرض و الجبال و البحار ، فتقوم قيامة القائمة و يهلك البشر
جبل الشيخ
هو جبل الجولان و هو إشارة الى بلاد الشام بلاد كنعان ( حيث إيل و آن أسمين كنعانيين ) التي تسمى بلاد آدم حيث البقية الباقية من البشر الذين ينجون من كوارث الأرض حين تقوم القيامة ، كي يقوموا من جديد و يجددوا التكاثر البشري و تبدأ دورة جديدة من دورات آدم
زجرة واحدة من ألف ألف
إشارة الى قوله قبل آدمكم هذا الف الف آدم
افعل يا أبتي
هي إشارة الى من أعطى البشرية روحه فنفخ فيها
وهي إشارة الى من يمثله من الأنبياء كما ورد تسميتها في القرءان لنبي الله ابراهيم عليه السلام
كذلك هي إشارة الى الأوامر الملقاة على السنن الكونية التي هي في مقام الرعاية ولو قست و تجبرت و قائلها الحسين بن علي ع على لسان جده إسماعيل
ثم أخذت أصف ما حدث للأرض بعد أن ضربها الملائكة بالسلاسل ، وهي كلها صور قرءانية ذكرت في سُوَر القرءان الحكيم
عماء في السماء وحين تضرب ملائكة إيل بالسلاسل يصبح هباء في الأض
الكهف
هي قصة اهل الكهف في السورة المباركة
وهي تحكي ما حدث للخلق البشري الأول ( الطيني ) وما يحدث في دورات آدم كل خمسين الف سنة حيث يتقهقر الإنسان و يرجع الى الوراء جاهلا متخلفا ، يعيش في الظلمة ليبدأ رحلة العروج الى النور و يكتشف اسرار الله في الأرض بعدما ينهل العلوم و يتلقى المعرفة
عندما يتلقى آن المعرفة و العلوم
يكون جديرا بمعرفة إيل الذي يترقب من حبيبه آن أن يناجيه ، بعدها سيسمع آن وحي إيل
ثم يرتقي آن درجات الصعود الى السماء حيث إيل بعدما
يخلع نعليه
يلقي قميصه
يتعلم الخط و الكتابة بالقلم
يتحضر و يلبس الثياب و يستر عورته
يؤسس دعوة لله ( السفينة )
يرفع القواعد ( يضع الدساتير باسم إيل ) و مركزية بيت الله المحرم
هنا
يصل آن الى مراتب العشق
عندما يصل آن الى مراتب العشق
لا يكتفي العاشق و المعشوق إيل في ما فعله آن ، بل يطلب منه قربانا كدليل عشقه
وليس كل القرابين عند إيل مقبولة
بل
احد أبناء آن
أحسنهم و أفضلهم و احبهم اليه
وطلب منه بعد أن يذبح أن يطلي بدمه اللواح سفينة نوح و يأخذ عروقه حبالا يشد بها الألواح بعضها ببعض
ثم يبدأ مشوار الدعوة في توحيد إيل
مشوار دعوة التوحيد الحنفية عندما قام الجد الأكبر لهذا القربان( الحسين ع ) بأرسال اكبر دعاته الأربعة و أفضلهم ( أربعة من الطير ) الى الأقاليم الأربعة ( الجبال ) و بهذا عرف إيل و عبد و وحد
تستمر الحنفية بقياد آن و يرسل الرسل
منهم من أعطاه ناقة ومنهم من أعطاه عصا كي يعبر بقومه البحر ومنهم من تشرف بلقاء آن شخصيا عند الصخرة ثم عند مجمع البحرين
فقامت مملكة أيل على الأرض عندما أقام الجدار و خرق السفينة و حمى آن مملكة إيل عندما قتل الغلام
لكن ذلك لم يدم طويلا
و جزع آن
فقد قام الرعاة و الهمج ( دابة الأرض ) و أطاحت بفرع من فروع مملكة إبل التي اقامها في الأرض عندما ( أكلت منسأته ) فخر الى الأرض
لكن إيل لم يسخط
فقد
هنا تدخل حفيد آن
الظافر الميمون من ولد نزار فسبى الدواب الرعاة
ثم جاء ذو القرنيين مأمورا من النضر حفيد آن و استقامت مملكة إيل فترة من الزمن على يد أحفاد آن
قريش الأكبر و قريش الأصغر و شيبة الحمد
ثم
الأحمد في الأرض و المحمود في السماء
لأن السفينة التي بناها نوح ما كان لها أن تمخر البحر و تتواجه الموج و لطماته لولا دماء القربان الذي رأه كل الأنبياء و عوفوا انه من نسل سميع إيل و سِبْط محمد
لكم العتبى فخذ حتى ترضى
هو قول الحسين ، كما قال افعل يا أبتي ما تؤمر
هذا هو الحسين بن فاطم
فصلوا عليه و على أمه و ابيه وعلى جده
و اجداده من آل عدنان من آل إسماعيل من آل إبراهيم
-------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق