الاثنين، 26 سبتمبر 2016

الرمز و الكلمة و المناسبة



علي عيسى الوباري

بمناسبة يوم عرفة المليء بالمستحبات وهناك أياما كثيرة بالسنة مخصص فيها الأعمال المستحبة والمندوبة.
ترتبط هذه الأيام الفضيلة بأعمال وأوراد معتمدة على الكلمة والارتباط بالشخصية الدينية والنص الدال عليها.
الإنسان الصانع للتاريخ والمترجم لصناعته بالكلمات والأفعال لذا تلتصق شخصية الرمز في أذهان من تعاصره أو تأتي بعده، من خلال القراءة والسماع لانجازاته التي تحرك ما بداخلهم من مشاعر ومحبة، يتمنواالمشاركةً في تحقيق هذا التاريخ الناصع البياض معه المنقوش على جبين التاريخ.
كيف يعبر عن هذا الحب والولاء للشخصية الرمز محرك التاريخ ومغير الوقائع السلبية إلى واقع ايجابي ينهض بالامة تبقى حاضرة بالقلوب من خلال الكلمات المصاغة بالادعية والزيارات.
أئمة الهدى  ضحوا وقدموا انفسهم شهداء في سبيل الدين ورفع شأن الأمة أما بالمواجهه العسكرية الميدانية مثل الامام علي وابنه الحسين عليهما السلام وهو آخر الخيارت التي فرضها الواقع المرير الذي لا بد من تحرك ميداني نحو التغيير ولفت نظر الأمة إلى ان الوضع لا يمكن السكوت عليه أو بواسطة الدعوة والتغيير السلمي المعتمد على الدعوة بالكلمة والارشاد والتوجيه.
في هذه الكلمة المتواضعة ارتباط الرمز الديني والتاريخي بالنص الديني المقروء كدعاء أو زيارة وابتهال.
الرمز الديني هو من يوعي الفرد من داخله ويقوده إلى موقع الحركة ويضعه في محل الوعي دائم اليقظة يواجه عالم كثير الاحداث ومليء بالاغراءات المادية.
الشخصية التاريخية صانعة التاريخ هي الشعلة في درب التابعين والمحبين والملهمة لكل من يسير في نهجها المستقيم.
الأيام المرتبطة بالمناسبات الدينية التي فيها استحبابات صيام وصلوات وادعية وزيارات ربطت بالائمة المعصومين عليهم.
يوم عرفة ارتبط بالامام الحسين بطل كربلاء الرمز الديني التاريخي المعصوم الذي حرك النفوس وحفز العقول بالتفكير في زخرف الحياة واستنهض الهمم وبقي وسيبقى رمزا للمظلوم ولواء مستنكرا للبغي البشري وقاهر المستبدين. انه بطل كربلاء الثائر على الظلم والجبروت.
الكلمة هي الوسيط الافضل لبقاء الاتصال بالرمز الديني والبطل التاريخي الذي يجسد المعاني الدينية ويترجم اسمى السمو الإنساني للمخلوق
لا بد للكلمة ان تبقى رابطا قويا سواء دعاء او زيارة او مناجاة تقوي العلاقة الدائمة بين المعصوم والموالي لتتحول سلوكا إنسانيا راقيا ينتهجه بالحياة ويبقى عقل الموالي والمحب واعيا يعي ما يحدث في الحياة.
االمناسبة والرمز رابطها الكلمة تحرك النفس البشرية، لا بد من استحضار الكلمات بالدعاء والزيارة بشكل دائم لتبقى العقول واعية والقلوب متفاعلة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق