الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

الغواية

الغواية 
---------
تراقصني
و كأس من النبيذ في يدها
يطوف خصرها حولي
قالت هيت لك
بعدما غلقت كل الأبواب
إلا باب السجن
فولجت الى دهاليز الكون
غواية تعشق من يغويها
تعشق سكون الجبلة فيها
 موجة عارمة من عشقه تخفيها ..
تَرجع صداها في الأدوار و الأكوار
دورة بعد دورة
وفي كل دورة تتجدد الغواية
و تشعشع دهاليز العشق نورا

و الوحدة جحيم بلا عشق
و العشق بلا غواية ضرب خيال
و الغواية بلا عصيان عصيان
كي ينقلب العصيان إلى عمران
إلى إرادة خلود أقسمت
لأغوين جمعهم  بالحسن
و بالجمال
فطريق الجنة يمر من الغواية
سراطها مستقيم بالحب
و وسادتها مفروشة بالعشق
بالورد المحمدي
و بالطهر العلوي

إلى أن جاءت البتول
تلف حولها غسق كجدائل شعرها
و ألوان كألوان قوس قزح
نور من حمرة الخدود
و آنس لاح من نار
من أنفاسها ، من أهداب ناعسة
و مقلتين فاتنتين
فتنةٌ رَسمتْ  شفتي غوايتها
و قبلة تاهت و طافت أرجاء الكون
تبحث عن عاشق
عن غاوي يفتن بغوايتها
كي يلسعه لهيب جمره الحب
يا غاوية التبتل أعتقيني
من سهمِ قوس قزح
ولا عتق
فخمرة قبلتها اسكرتني
فعبدت قوس أهدابها

هل هو الغوايةُ ؟
 أم أنا !
من  يعشقُ الغواية ؟
هو أم أنا!
من يغوي من ؟
هو أم انا!
من يستدرج من ؟
هو أم أنا !
وهل الوصلُ بيننا ضربُ من خيالْ ..
أم وريد يرضعني و يرضعه
أم هو الروح في الوريد
و أنا من ترياقه أتنفس
يذوب في و أذوب فيه
هل أنا على درب التبانة ؟
وهو على دربِ الجمالْ..؟
هل مثلي على مثله ؟
هل نفسي هي نفسه؟
أم روحه هي روحي ؟
أم هي غواية على غواية !
و شطح في العشق تاليته نهاية !
أم هي بداية بلا نهاية !
و غواية العشق ليس لها نهاية !
يا من هو نداء للوريد أقرب
لما أبعدتني عنك الغواية
و أنت أنت كل الغواية

يا من هو الغواية
لقد غويت ثم عصيت
فلا الورق يخصف ما كشفته الغواية
فكلَ الأشياء تضيع دون غواية
دون الغواية لا وجد ولا وجود
لا عشق ولا معشوق
وكلما ازدادوا عشقا
بدلناهم جُلُودا

فيا أيتها الغواية الجميلة
بك عرفته

****
رياض الشيخ باقر
بورتلاند - اوريجن
2016/9/5

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق